المصدر / وكالات - هيا

طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت الدولة اللبنانية وجيشها بتحمل المسؤولية كاملة عما يجري في حديقتهم الخلفية، حسب تعبيره، في حين قال الأمين العام لحزب الله إن قصف شبعا هدفه تثبيت قواعد الاشتباك.

وأضاف، في كلمة في مستهل الجلسة الإسبوعية لحكومته، أنّ إسرائيل لن تقبل بإطلاق النيران عليها من داخل لبنان، سواء كان الفاعل فصيلا فلسطينيا أو غير ذلك.

ووجه بينيت في هذا السياق تحذيرا مبطنا الى إيران قال فيه إنها لا تستطيع الاستمرار بالعبث باستقرار المنطقة دون دفع الثمن، وفق تعبيره.

وفي السياق ذاته، لم يستبعد مسؤول أمني إسرائيلي أن تشهد الحدود اللبنانية الإٍسرائيلية أيام مواجهة عسكرية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في قادم الأيام.

وأشار المصدر الذي نقلت الإذاعة الإسرائيلية تقديراته إلى أن الهدوء المخيم على المنطقة بعد قصف حزب الله تسعة عشرة صاروخا ورد إسرائيل عليها قد لا يطول إذا لم يستتب الهدوء بشكل كامل.

وحسب هذا المصدر فإن حزب الله أراد تثبيت قاعدة اشتباك جديدة يحول من خلالها دون استخدام الجيش الإسرائيلي سلاح الجو، والعودة إلى الرد بالقصف المدفعي فقط، كما أنه أراد بذلك أيضا اختبار قدرات رئيس الحكومة الجديدة، لكن الأمر لا يتوقف عليه، وحالة التوتر من شأنها أن تنفجر في حال وقع أي قصف من داخل الأراضي اللبنانية سواء كان وراءه حزب الله أم فصائل فلسطينية وفقا لهذا المصدر.

وكان مسؤول أمني إسرائيلي آخر قد أشار في وقت سابق إلى أن حجم الرد الإسرائيلي مرهون بطبيعة التطورات على الحدود مع لبنان.

شجب أميركي أوروبي

شجبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشدة إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل ومرتفعات الجولان المحتلة، في وقت قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن قصف مزارع شبعا يهدف لتثبيت قواعد الاشتباك مع إسرائيل.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن بلاده تدين بأشد العبارات هجمات حزب الله الصاروخية على إسرائيل.

وأضاف برايس، في بيان "هذا العنف يعرّض مواطني البلدين للخطر، ويهدد استقرار لبنان وسيادته".

وأردف قائلا إن الولايات المتحدة تواصل اتصالاتها مع المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين، وكذلك مع القوات المسلحة اللبنانية، دون مزيد تفاصيل.

ودعا برايس الحكومة اللبنانية بشكل عاجل إلى منع تكرار مثل هذه الهجمات، وإحكام سيطرتها على المنطقة، كما حثها على تسهيل الوصول الكامل لقوات حفظ السلام الأممية (يونيفيل).

من جهته، قال الاتحاد الأوروبي إنه يتابع عن كثب تطورات الأيام الماضية، بما في ذلك الرد الإسرائيلي عبر المدفعية والغارات الجوية.

وشدد الاتحاد في بيان له على ضرورة ممارسة جميع الأطراف أقصى درجات ضبط النفس، والعمل من أجل حل سريع للتوترات الحالية.

وطالب باحترام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مثل القرارين 1559 و1701.

تشغيل الفيديو

وجدد الاتحاد الأوروبي التعبير عن دعمه الكامل لجهود قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وأهمية نأي هذا البلد بنفسه عن كل النزاعات الإقليمية.

وفي 4 أغسطس/آب الجاري، أُطلقت صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية، في حين رد الجيش الإسرائيلي بقصف مناطق متعددة جنوبي لبنان.

ويوم الجمعة، تجدد إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل، وأعلن حزب الله في بيان مسؤوليته عن العملية.

وردا على إطلاق الصواريخ، قصف الجيش الإسرائيلي الجمعة منطقتي تلال كفرشوبا والهبارية الحدودية جنوبي لبنان.

تطور خطير

وفي أول تعليق له على تلك التطورات، قال الأمين العام لحزب الله إن قصف إسرائيل لجنوب لبنان قبل يومين خطير جدا ولم يحدث منذ 15 عاما، محذرا من أن أي غارة جوية إسرائيلية سيتم الرد عليها بشكل مناسب.

وحول التصعيد الأخير بين إسرائيل وحزب الله، أوضح نصر الله أن سلاح الجو الإسرائيلي شن 3 غارات بعد قصف مدفعي.

وفي كلمة متلفزة له مساء أمس السبت، قال نصر الله "أيا تكن الأوضاع الداخلية في لبنان فسنحمي شعبنا وبلدنا ويجب عدم المراهنة على الانقسام اللبناني".

وتابع "أقول للعدو لا تراهن على البيئة المحيطة بالمقاومة فهي داعمة ومخلصة في كل وقت".

تثبيت قواعد الاشتباك

وأكد نصر الله أن "الهدف من العملية أمس هو تثبيت قواعد الاشتباك لحماية بلدنا، ولكننا لا نريد خلق معادلة جديدة" مضيفا "قصفتم أرضا مفتوحة فقصفنا أرضا مفتوحة".

وكان حزب الله أعلن أنه قصف محيط مواقع إسرائيلية بمزارع شبعا المحتلة بعشرات الصواريخ، مؤكدا أن قصفه هذا يأتي ردا على الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مناطق مفتوحة جنوبي البلاد فجر الخميس.

وفي هذا الصدد، قال نصر الله "نتحمل المسؤولية بشكل رسمي عن الرد على الغارات الإسرائيلية على لبنان".

وأضاف أن المقاومة اختارت مزارع شبعا للرد لأنها مناطق عسكرية لا يوجد فيها مدنيون، مشيرا إلى أن القصف في النهار كان متعمدا.

وقال الأمين العام لحزب الله "التقدير الإسرائيلي لميزان الردع الذي أوجدته المقاومة سيتداعى عبر الغارات" مؤكدا أن "حرب (يوليو) تموز 2006 أوجدت ميزان ردع مع العدو الإسرائيلي".

وشدد نصر الله على أن إسرائيل لم تشن غارات على لبنان طيلة 15 عاما بسبب خشيتها من تداعيات الحرب مع المقاومة.