الأردن يهنئ البروفيسور عمر ياغي بعد فوزه بجائزة نوبل في الكيمياء 2025

الكاتب : سمرمنصور

 الخميس، 9 أكتوبر 2025

في إنجاز علمي عالمي غير مسبوق، فاز البروفيسور الأردني الأميركي عمر مؤنس ياغي بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025، تقديرًا لإسهاماته الرائدة في تطوير الأطر المعدنية العضوية (MOFs).

وتُعد هذه المواد المبتكرة ثورة حقيقية في مجالات تخزين الطاقة، تنقية المياه، والتقنيات البيئية والطب الحديثة.

ويعد هذا الإنجاز مصدر فخر للأردن والعالم العربي، حيث يظهر قدرة العلماء العرب على المنافسة والتميز في المجالات العلمية العالمية.

من هو البروفيسور عمر ياغي؟ السيرة الذاتية والمسيرة العلمية

وُلد عمر ياغي في عمان، الأردن عام 1965، لعائلة فلسطينية الأصل، حيث كان ترتيبه السادس بين عشرة إخوة.

نشأ في منزل متواضع، مما جعله يواجه تحديات يومية مثل محدودية المياه، الأمر الذي أثر على اهتمامه المبكر بالقضايا العلمية والبيئية.

هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في سن الخامسة عشرة، وبدأ دراسته في كلية هدسون فالي بنيويورك، قبل أن ينتقل إلى جامعة ألباني ويكمل دراسته.

حصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء من جامعة إلينوي عام 1990، تحت إشراف البروفيسور والتر جي. كليمبيرير، ثم بدأ مسيرته الأكاديمية في جامعات مرموقة مثل جامعة هارفارد، جامعة ولاية أريزونا، جامعة ميشيغان، وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA).

في منتصف التسعينيات، ساهم البروفيسور عمر ياغي في تأسيس الكيمياء الشبكية (Reticular Chemistry)، وهو فرع علمي مبتكر يتيح تصميم مواد بلورية وهياكل مسامية دقيقة يمكن التحكم بها بدقة، ما جعل منه رائدًا في هذا المجال.

ومنذ عام 2012، يشغل منصب أستاذ الكيمياء في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، ويُعتبر المؤسس والمدير لمعهد بيركلي العالمي للعلوم.

تهنئة ملك الأردن للبروفيسور عمر ياغي بعد الفوز بجائزة نوبل 2025

أعرب  الملك عبدالله الثاني ملك الأردن عن فخره واعتزازه بالعالم الأردني عمر ياغي، وهنأه بفوزه بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025.

وقال الملك عبدالله الثاني في رسالة تهنئة رسمية:

نفخر ونعتز بالعالم الأردني البروفيسور عمر ياغي، ونبارك له وللأردن هذا الفوز.

هذا الإنجاز فخر جديد يضاف إلى سجل الأردنيين المشرف في مختلف الميادين حول العالم، ويثبت أن الأردني قادر على إحداث الفارق أينما تواجد.

وتؤكد هذه التهنئة الرسمية على المكانة العلمية البارزة التي حققها البروفيسور عمر ياغي، وكذلك على دوره كنموذج يحتذى به للعالم العربي في مجال البحث العلمي والابتكار.

جائزة نوبل في الكيمياء 2025: الأسباب والتفاصيل

منحت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025 للبروفيسور عمر ياغي، إلى جانب سوسومو كيتاغاوا من اليابان وريتشارد روبسون من المملكة المتحدة، تقديرًا لإسهاماتهم الرائدة في تطوير الأطر المعدنية العضوية (MOFs).

تُعد الأطر المعدنية العضوية (MOFs) مواد مبتكرة مسامية، يمكنها امتصاص وتخزين الغازات والمركبات الكيميائية، وتُستخدم في تخزين الطاقة، تنقية المياه، فصل الجزيئات الدقيقة، والحلول البيئية المستدامة. وقد أحدثت هذه الابتكارات ثورة علمية، جعلت من عمر ياغي أحد أبرز العلماء المؤثرين في الكيمياء الحديثة على مستوى العالم.

الأطر المعدنية العضوية (MOFs): ابتكار عمر ياغي العلمي

الأطر المعدنية العضوية (MOFs) هي مواد كيميائية متقدمة مصنوعة من أيونات معدنية وروابط عضوية لتكوين هياكل مسامية دقيقة.

تتميز هذه المواد بقدرتها على تخزين كميات ضخمة من الغازات مثل الهيدروجين والميثان، كما تستخدم في تنقية المياه وإزالة الملوثات الكيميائية، وأيضًا في تصميم الأدوية وتطبيقات الطب الدقيق.

وتعتبر MOFs واحدة من أهم الابتكارات العلمية في الكيمياء الحديثة، لما لها من تطبيقات واسعة في تطوير حلول الطاقة النظيفة والتكنولوجيا البيئية، مما يجعل من عمر ياغي شخصية محورية في الابتكار العلمي العالمي.

رسالة البروفيسور عمر ياغي بعد الفوز بجائزة نوبل 2025

أعرب البروفيسور عمر ياغي عن دهشته وسروره وتأثره بعد حصوله على جائزة نوبل في الكيمياء 2025، مشيرًا إلى أن نشأته في عمان، الأردن، في أسرة متواضعة كانت الدافع وراء إصراره على التفوق العلمي والبحث المستمر.

وقال عمر ياغي:
نشأت في أسرة متواضعة جدًا، كنا حوالي 10 أشخاص في قاعة صغيرة، نتقاسمها مع الماشية التي كنا نربيها.

وأكد أن هذا الإنجاز يمثل تتويجًا لمسيرة طويلة من العمل الجاد والبحث العلمي المكثف في مجال الكيمياء، وخاصة في تطوير الأطر المعدنية العضوية (MOFs).

أهمية فوز عمر ياغي بنوبل 2025 للعالم العربي والأردن

يُعد فوز البروفيسور عمر ياغي بجائزة نوبل في الكيمياء 2025 مصدر فخر للأردن وللعالم العربي، ويعكس قدرة العلماء العرب على الإسهام في التقدم العلمي العالمي. كما يسلط الضوء على الأطر المعدنية العضوية (MOFs) كحلول علمية مبتكرة للتحديات البيئية، بما يشمل تخزين الطاقة النظيفة، تنقية المياه، وفصل الجزيئات الدقيقة.

ويظهر هذا الإنجاز قدرة الباحثين العرب على المنافسة في أهم الجوائز العلمية العالمية، مما يجعل عمر ياغي نموذجًا ملهمًا للأجيال القادمة من العلماء في الأردن والعالم العربي.