لبنان بعد سقوط حكم ا" />
من نحن اتصل بنا سياسة الخصوصية
×

دمشق تفتح صفحة جديدة مع بيروت

2025-10-10 06:52:42.000
دمشق تفتح صفحة جديدة مع بيروت

الكاتب : شيماء مصطفى

أول زيارة رسمية لمسؤول سوري إلى لبنان بعد سقوط حكم الرئيس السابق بشار الأسد، وصل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بيروت، اليوم الجمعة، حيث التقى نظيره اللبناني يوسف رجي وعددا من كبار المسؤولين اللبنانيين، في خطوة وُصفت بأنها بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين بعد سنوات طويلة من التوتر.


زيارة تاريخية ورسائل إيجابية


وصف الوزير السوري زيارته إلى بيروت بـالتاريخية، مؤكدا أنها تعبّر عن التوجه الجديد لسوريا تجاه لبنان، القائم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

وقال الشيباني للصحافيين عقب لقائه وزير الخارجية اللبناني إن بلاده تسعى إلى تجاوز عقبات الماضي وفتح صفحة جديدة من التعاون السياسي والأمني.


لقاءات رفيعة ومحادثات متعددة الملفات


التقى الشيباني خلال الزيارة رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، حيث ناقش الجانبان مجموعة من الملفات المشتركة، أبرزها قضية السجناء السوريين في لبنان، وملف الحدود وضبط التهريب، إضافة إلى التنسيق الأمني والاستخباراتي وعودة النازحين السوريين.

ورافق الوزير السوري وفد رسمي ضمّ عددا من كبار المسؤولين، بينهم وزير العدل السوري مظهر الويس.


ملف السجناء السوريين


وبحسب مصادر قضائية لبنانية، يبلغ عدد السوريين في السجون اللبنانية نحو 2250 سجينا، أي ما يقارب ثلث إجمالي عدد السجناء في البلاد ،وأوضح المصدر أن نحو 700 سجين منهم يستوفون شروط التسليم إلى السلطات السورية، غير أن تنفيذ العملية يتطلب اتفاقية جديدة بين البلدين.

ويضم هؤلاء الموقوفين مئات المتهمين بقضايا تتعلق بـالإرهاب والانتماء إلى تنظيمات متشددة وفصائل مسلحة، بينهم من حوكم أمام المحكمة العسكرية اللبنانية بتهم شنّ هجمات ضد الجيش اللبناني خلال سنوات الحرب السورية.


عودة النازحين وضبط الحدود


وفي ملف النازحين، أشارت الإحصاءات إلى أن لبنان يستضيف نحو 1.3 مليون سوري نزحوا من بلادهم منذ اندلاع الحرب الأهلية، بينما أفادت الأمم المتحدة بأن حوالي 294 ألف لاجئ عادوا إلى سوريا منذ سقوط النظام السابق.

ويمتد الشريط الحدودي بين البلدين على نحو 330 كيلومترا، وتداخلت في أجزاء عدة منه مناطق التهريب غير الشرعي، قبل أن يوقع الجانبان في مارس 2025 اتفاقا لضبط الحدود، بعد اشتباكات أودت بحياة عشرة أشخاص.


إرث ثقيل من الماضي


خلال العقود الماضية، وتحديدا في عهد عائلة الأسد، مارست دمشق نفوذا سياسيا واسعا على لبنان دام أكثر من ثلاثين عاما، واتُّهمت مرارا بالتدخل في الشأن اللبناني واغتيال شخصيات سياسية بارزة، إلى جانب هيمنة قواتها العسكرية على القرار اللبناني.

وتسعى الحكومة السورية الجديدة، بحسب تصريحات الشيباني، إلى تجاوز هذه الحقبة وبناء علاقة قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المتوازن.