
دمشق وقسد تتفقان على دمج القوات

الكاتب : شيماء مصطفى
أعلن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي التوصل إلى اتفاق مبدئي مع السلطات الانتقالية في دمشق حول آلية دمج قواته ضمن وزارتي الدفاع والداخلية، مؤكدا وجود وفدين عسكري وأمني من قسد في العاصمة السورية لمناقشة تفاصيل التنفيذ.
وأوضح عبدي في مقابلة مع وكالة فرانس برس من مدينة الحسكة أن المباحثات الأخيرة شهدت إصرارا مشتركا وإرادة قوية للإسراع بتطبيق بنود الاتفاق، مشيرا إلى أن إعادة هيكلة قسد ستكون ضمن بنية وزارة الدفاع، مع اختيار تسمية جديدة تتماشى مع النظام العسكري الرسمي، على أن يبقى اسم قسد رمزا تاريخيا بعد ما قدمته من تضحيات في محاربة تنظيم داعش.
اجتماع في دمشق بحضور وفد أميركي
وجاء الإعلان بعد اجتماع في دمشق جمع عبدي بالرئيس أحمد الشرع، بحضور المبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك وقائد القيادة الوسطى الأميركية في الشرق الأوسط براد كوبر، في إطار مساعي واشنطن لدفع العملية السياسية والعسكرية قدما.
وكان الطرفان قد وقّعا في مارس الماضي اتفاقا شاملا يقضي بدمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية ضمن مؤسسات الدولة قبل نهاية العام، إلا أن خلافات في وجهات النظر أخّرت التنفيذ.
نظام لامركزي وتحديات أمام الاتفاق
وأكد عبدي أن المفاوضات ما زالت جارية حول صيغة الحكم اللامركزي، الذي تطالب به قواته والإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا ،وقال نطالب بنظام لامركزي يضمن حقوق الشعب الكردي، وما زلنا نتباحث لإيجاد صيغة توافقية مع السلطة الجديدة.
وأشار إلى أن النقاط المشتركة بين الجانبين أكثر من نقاط الخلاف، موضحا الاتفاق على وحدة الأراضي السورية، ووحدة الرموز الوطنية، واستقلال القرار السياسي، ومحاربة الإرهاب، مضيفا أن جميع الأطراف تسعى إلى عدم عودة البلاد إلى الحروب والفوضى.
الدور التركي وتأثيره في المفاوضات
وحول دور تركيا، التي زارها مؤخرا وزيرا الدفاع والداخلية السوريان، قال عبدي إن نجاح المفاوضات مرهون بدور تركيا، معربا عن أمله بأن تكون عنصرا مساعدا في إنجاح العملية، وتشن أنقرة منذ سنوات هجمات متكررة على مناطق سيطرة الأكراد في شمال سوريا، متهمة الوحدات الكردية بأنها إرهابية.
مطالب بتعديل الإعلان الدستوري
وكشف عبدي أنه طرح خلال لقائه الأخير مع الشرع ضرورة إدخال تعديلات على الإعلان الدستوري لضمان حقوق الشعب الكردي، موضحا أن هناك تجاوبا أوليا بهذا الشأن، معربا عن أمله في أن يتم التعديل قريبا.
كما أشاد بالدورين الأميركي والفرنسي في تسهيل المحادثات بين الجانبين، مؤكدا أن المرحلة المقبلة ستشهد بحث ملفات اقتصادية حساسة، أبرزها النفط والغاز في مناطق الإدارة الذاتية، مشددا على أن الثروات الباطنية ملك لكل السوريين، ويجب توزيع عائداتها بعدالة على جميع المحافظات.