المصدر / القاهرة: غربة ينوز
في جنوب مدينة الفاشر، وتحديدًا بمنطقة شقرة، لم تكن صرخات الأطفال التي ملأت السماء صادرة عن لهو أو لعب، بل كانت استغاثات من تحت الركام. ثلاثة أطفال وامرأة فقدوا حياتهم، وأربعة آخرون أصيبوا، إثر قصف صاروخي وصفته شبكة أطباء السودان بـ"المتعمد" نفذته قوات الدعم السريع، في تصعيد دموي جديد لحصار المدينة المستمر منذ أكثر من عام.
القصف لم يكن عشوائيًا، بل استهدف، حسب بيان الشبكة، تكايا الطعام، وهي آخر ما تبقى من ملاذات تقدم ما يمكن إنقاذه من الغذاء والرعاية لأمهات فقدن الأمل، وأطفال لا يملكون سوى عيون واسعة تتساءل عن غدٍ مجهول.
مدينة الفاشر اليوم ليست فقط محاصرة، بل مشلولة بالكامل. أكثر من 500 ألف طفل وامرأة مهددون بالموت جوعًا أو مرضًا، في ظل غياب الغذاء، وانهيار الخدمات الطبية، واستمرار القصف الذي لا يميز بين مستشفى أو مأوى.
الشبكة وجهت نداءً استغاثيًا إلى العالم، للمنظمات الإنسانية، للأمم المتحدة، للحكومات، لإنقاذ المدينة التي تحتضر ببطء. لا دواء، لا غذاء، وكل ما يتوفر يباع بأسعار خيالية في السوق السوداء، تحت أنظار الناس الذين لا يملكون شيئًا سوى الصبر.
وطالبت الشبكة بضرورة كسر الحصار فورًا، ولو بإسقاط جوي للمساعدات، مؤكدة أن الوقت ينفد، وأن ما يحدث في الفاشر ليس مجرد كارثة، بل جريمة إنسانية في وضح النهار.