المصدر / القاهرة: سمر فتحي
منذ عشر سنوات، كان “أكي” مجرد شاب ياباني عادي، يبلغ من العمر 23 عامًا، يعمل بإخلاص في شركته، لكنه يحمل في قلبه جرحًا خفيًا سببه تعليق ساخر من مديره:
“تبدو أكبر من عمرك بعشرين سنة، ورأسك أصلع كأنك في الخمسين!”
لم يكن التعليق وحده هو ما كسر أكي في تلك الفترة، فبعدها بأسابيع قليلة، تركته صديقته، معللة ذلك بأنها لم تعد ترى فيه الرجل الذي أحبت. وجد أكي نفسه في نفق مظلم، تتردد فيه صدى الكلمات التي جرحته، وتثقل عليه الوحدة.
لكن بدلًا من الاستسلام، اختار أن يواجه. لم يكن القرار سهلاً، لكنه كان صادقًا مع نفسه:
“سأعيد بناء نفسي… من الداخل والخارج.”
وهكذا بدأت رحلة أكي. لم تكن رحلة بحث عن الجمال فقط، بل عن كرامة مفقودة، وعن نسخة أفضل من ذاته. بدأ بوضع واقي الشمس يوميًا، مهما كانت الأحوال الجوية، أقلع عن التدخين، وودّع السهر، وداوم على الرياضة، والفحوصات الدورية، وزيارات منتظمة لمراكز العناية بالبشرة.
تدريجيًا، انتقل أكي إلى المرحلة التالية: الإجراءات التجميلية. حقن بوتوكس، زراعة شعر، عناية دقيقة بتفاصيل وجهه، وابتسامة جديدة كلما نظر في المرآة. ومع مرور الوقت، لم يتغير شكله فحسب، بل تغيرت نظرة الناس له.
“أشعر وكأن بشرتي عادت لما كانت عليه قبل 10 سنوات،” قال أكي في حديثه على قناة ABEMA اليابانية، حيث ظهر مؤخراً ليُدهش الجميع بتحوله الكبير.
“الناس يعاملونني بلطف أكبر، ومظهري الشاب يمنحني الأفضلية سواء في العمل أو في الحب.”
تحول أكي من رجل محطم إلى خبير في مقاومة الشيخوخة، يتابعه الآلاف على وسائل التواصل الاجتماعي، وينقل إليهم خلاصة تجربته، موثقة بصوره “قبل وبعد”، التي تتحدث عن معجزة ليست فقط في المظهر، بل في الإرادة.
لقد صار “أكي” حديث اليابان، ليس لأنه أصبح أصغر شكلًا، بل لأنه علم الناس أن التغيير الحقيقي يبدأ عندما يقرر الإنسان ألا يسمح لأي جرح قديم بأن يحدد ملامحه