المصدر / شيماء مصطفى
"التوتر يتصاعد بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد هجمات إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية"
إيران تُعلن تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسميًا
أعلنت إيران، اليوم الأربعاء، تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تنفيذًا لقانون أقره البرلمان مؤخرًا، وسط تصاعد التوتر مع الغرب على خلفية البرنامج النووي الإيراني والتطورات الإقليمية الأخيرة.
وأفادت وكالة «مهر» الإيرانية بأن الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، وجّه رسميًا رسالة إلى كل من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، ووزارة الخارجية، والمجلس الأعلى للأمن القومي، لإبلاغهم ببدء تنفيذ قانون "إلزام الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، الذي أقره البرلمان الأسبوع الماضي، وصادق عليه مجلس صيانة الدستور استنادًا إلى المادتين 85 و123 من الدستور الإيراني.
وينص القانون الجديد على تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لا سيما فيما يتعلق بتنفيذ إجراءات الضمانات الإضافية، ما لم يتم الاتفاق عليها بشكل صريح من قبل مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان). ويُشترط لاستئناف التعاون «توفُّر الظروف المناسبة»، دون تحديد معايير واضحة لذلك.
يأتي هذا القرار في أعقاب تصاعد الاتهامات داخل إيران ضد الوكالة ومديرها العام، رافائيل جروسي، بالتورط في ما وصفه مسؤولون إيرانيون بـ«العدوان الإسرائيلي-الأمريكي» الأخير على منشآت نووية إيرانية.
وفي السياق ذاته، دعا النائب البارز في البرلمان الإيراني، إسماعيل كوثري، المجلس الأعلى للأمن القومي إلى منع جروسي من دخول البلاد، متهمًا إياه بتقديم تقارير «منحازة» أدت إلى صدور أول قرار من الوكالة ضد إيران منذ نحو عشرين عامًا، بشأن انتهاك التزاماتها بموجب اتفاق الضمانات.
واتهمت طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بـ«التقاعس» عن إدانة الهجمات الأخيرة التي استهدفت منشآتها النووية، مشيرة إلى أن صمت جروسي حيال تلك الهجمات يؤكد انحيازه السياسي.
يُعد هذا التحرك الإيراني ضربة جديدة لمساعي إحياء الاتفاق النووي، ويثير مخاوف دولية من إمكانية فقدان الوكالة الدولية للطاقة الذرية القدرة على مراقبة النشاط النووي الإيراني، في وقت يتصاعد فيه القلق من إمكانية تسريع طهران لبرنامجها النووي خارج الأطر الرقابية المعهودة.