المصدر / القاهره- سمرعلي منصور
السعودية
وداعًا للأمير النائم.. الوليد بن خالد يرحل بعد عشرين عامًا من الصمت الطويل
بقلوب يعتصرها الألم، ودّعت المملكة العربية السعودية اليوم السبت، الأمير الوليد بن خالد بن طلال آل سعود، الملقّب بـ"الأمير النائم"، بعد أن طوى الغياب صفحته الأخيرة، وأسدل الغيبوبة ستارها الذي دام عشرين عامًا، وكأن الزمن توقّف عند لحظة الحادث، وأبى أن يتحرّك.
رحل الأمير الوليد، بعدما قضى زهرة شبابه في سكونٍ عميق، لم تنطفئ فيه أنفاس الحياة، بل ظلّ قلبه نابضًا بالأمل، يرعاه حبٌ لا يلين من والده الأمير خالد بن طلال، وعائلة أصرّت على أن تبقى إلى جواره، تؤمن أن المعجزة ممكنة، وأن الله لا يعجزه شيء.
ولد الأمير الوليد عام 1990، وتألّق بين زملائه في الكلية العسكرية بلندن، حتى 2005، حين تعرّض لحادث سير غيّر مجرى حياته، وألقى به في غيبوبة امتدت لعقدين من الزمن. لم تكن غيبوبته عادية، بل أصبحت رمزًا للإصرار والوفاء، وملحمة من الحُب لا تُنسى.
على مدار السنوات، ظل الملايين يتابعون حالته، ويتأثرون بصوره حين تُحرّك يده، أو تدمع عيناه، أو يبتسم دون وعي.. وكأن روحه كانت تصرخ من خلف ستار الغياب: "أنا هنا.. لا ترحلوا عني".
واليوم، ترجل الأمير النائم، وترك سريره الأبيض الذي اعتاد عليه الجميع، ليصعد إلى ربه راضيًا مرضيًا.. تاركًا خلفه قصة إنسانية، سيذكرها التاريخ طويلًا.
"رباه، لقد نام طويلًا على وسادة الأمل.. فارزقه يقظة لا ألم بعدها، وسكينة لا تنتهي، ودارًا لا يُقال فيها وداع."