المصدر / غربة نيوز
العلم يكتشف وجهًا جديدًا لزيت الزيتون في مكافحة الأمراض
كشفت دراسة علمية حديثة عن إمكانيات مذهلة لمركبات مستخلصة من زيت الزيتون، قد تفتح آفاقًا جديدة في مجال الطب، لا سيما في تطوير اللقاحات وعلاج السرطان وتعديل الجينات. وأكد الباحثون أن هذه المركبات ساهمت في تحسين أداء لقاحات الحمض النووي المرسال، من خلال تقليل الأعراض الجانبية وزيادة فاعليتها بشكل كبير.
في تفاصيل الدراسة، تمكّن فريق علمي من تعديل الجسيمات الدهنية النانوية المسؤولة عن إيصال المادة الوراثية داخل الجسم، باستخدام مركبات طبيعية مشتقة من زيت الزيتون، ما أدى إلى ابتكار تركيبة جديدة أطلق عليها اسم "C-a16". هذا المركب أظهر قدرته على تقليل الالتهابات الناتجة عن اللقاح، وزيادة الاستجابة المناعية بدرجة تفوق اللقاحات التقليدية بخمس مرات.
العلماء استخدموا تقنية كيميائية قديمة تُعرف بتفاعل "مانيـش"، تعود لأكثر من مئة عام، لكن لم يُسبق استخدامها في هذا النوع من التطبيقات الطبية. ومن خلال هذه الطريقة، نجح الفريق في ابتكار مئات التركيبات الدهنية، واختار من بينها التركيبة الجديدة الأكثر فاعلية.
النتائج لم تقتصر على تطوير لقاحات أقوى، بل امتدت إلى تجارب علاج السرطان، حيث ساهم المركب ذاته في مضاعفة تأثير العلاج المناعي ضد أورام الميلانوما. كما حسّن من أداء الخلايا المناعية في مواجهة الخلايا السرطانية.
وفي خطوة أخرى، جرى اختبار المركب في مجال تعديل الجينات باستخدام تقنية "كريسبر"، وأظهرت التجارب نتائج واعدة من خلال مضاعفة كفاءة تعديل الجينات المرتبطة بأمراض وراثية، مثل بعض أنواع أمراض الكبد النادرة.
الباحث الرئيسي في الدراسة أوضح أن هذا الإنجاز جاء من خلال العودة إلى مبادئ كيميائية كلاسيكية، استخدمت بطريقة مبتكرة لتخدم التقنيات الطبية الحديثة، مؤكدًا أن المستقبل قد يحمل الكثير من الحلول داخل صفحات كتب الكيمياء المنسية.