المصدر / شيماء مصطفى
سوء تغذية حاد يضرب الحوامل والرضع وسط شح المياه وانعدام الغذاء.. والمنظمات تحذر من كارثة وشيكة
في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة منذ ما يقارب العامين، تتفاقم معاناة النساء الحوامل والأطفال نتيجة نقص الغذاء والرعاية الصحية، وسط قيود مشددة على دخول المساعدات الإنسانية.
فاطمة عرفة، وهي أم لعدة أطفال وفي شهرها السادس من الحمل، تجسد معاناة آلاف النساء في القطاع. تقول إنها غير قادرة على تأمين الحد الأدنى من الغذاء، ما دفع الأطباء لإخضاعها لنقل دم بسبب الهزال الشديد الذي تعانيه.
منظمة "أطباء بلا حدود" أكدت في بيان لها أن عياداتها استقبلت أكثر من 700 امرأة حامل ومرضعة، إضافة إلى نحو 500 طفل يعانون من درجات متفاوتة من سوء التغذية. ولفتت إلى أن عدد الحالات ارتفع بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، مما يعكس تدهور الوضع الإنساني في القطاع.
وتوضح الطبيبة جوان بيري من المنظمة أن الظروف الصحية السيئة ونقص النظافة أدت إلى ولادة العديد من الأطفال قبل أوانهم، مشيرة إلى اكتظاظ وحدات رعاية حديثي الولادة، حيث باتت الحاضنة الواحدة تُستخدم لأربعة أو خمسة أطفال.
بدوره، قال الدكتور فتحي الدحدوح، أخصائي التوليد في مستشفى الحلو بمدينة غزة، إن معدلات الإجهاض ارتفعت بشكل مقلق منذ بدء الحرب، لتصل إلى 8 أو 9 حالات يوميًا، مضيفًا أن كثيرًا من النساء يصلن إلى المستشفى وهن في حالة إنهاك حاد بسبب انعدام الغذاء والمياه النظيفة.
وتضطر النساء مثل فاطمة إلى قطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام للوصول إلى العيادات، وسط درجات حرارة مرتفعة وأزمة وقود خانقة، في وقت لا تزال المساعدات الإنسانية تصل بشكل محدود لا يلبي الاحتياجات الأساسية للسكان.
وكان صندوق الأمم المتحدة للسكان قد حذّر في وقت سابق من أن نحو 17 ألف امرأة حامل ومرضع في غزة سيحتجن إلى علاج من سوء التغذية خلال العام المقبل، في ظل استمرار الحصار المفروض على القطاع.
وبينما يستمر التصعيد العسكري، ترتفع حصيلة الضحايا المدنيين، وتُسجل الأمم المتحدة تدهورًا متسارعًا في الوضع الإنساني، وسط دعوات متكررة لفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات العاجلة.