المصدر / شيماء مصطفى
المغامر النمساوي الشهير يفارق الحياة خلال تحليقه بطائرة شراعية بعد عارض صحي مفاجئ في إيطاليا
سقوط النجم.. وفاة فيليكس باومغارتنر في حادث طائرة شراعية بإيطاليا
صاحب قفزة "الفضاء إلى الأرض" يفارق الحياة بعد عارض صحي أثناء التحليق
توفي المغامر النمساوي فيليكس باومغارتنر، أحد أشهر المغامرين في العالم، عن عمر ناهز 56 عامًا، إثر سقوط طائرته الشراعية بمحرك في منطقة بورتو سانت البيديو السياحية على الساحل الأدرياتيكي في إيطاليا، أثناء قضائه عطلة صيفية.
وأكد عمدة المدينة، ماسيميليانو تشيربيلا، صباح الجمعة، أن الحادث وقع يوم الخميس، مرجّحًا أن يكون باومغارتنر قد تعرض لعارض صحي أفقده الوعي أثناء التحليق، ما تسبب في سقوط الطائرة داخل حوض سباحة تابع لفندق، وأدى إلى وفاته على الفور وإصابة أحد موظفي الفندق.
وتنتظر السلطات نتائج التشريح الطبي لتحديد السبب الدقيق للوفاة.
"الرياح قوية جدًا".. آخر ما كتبه
قبل ساعات من وفاته، نشر باومغارتنر صورة عبر "ستوري إنستغرام" تُظهر أجواء غائمة وعلم رياح يتمايل بقوة، مع تعليق لافت: "الرياح قوية جدًا". كما نشر فيديو له وهو يُجري تعديلات على محرك الطائرة الشراعية وكتب: "رجل في موقع العمل".
إنجاز تاريخي لا يُنسى
اشتهر فيليكس عالميًا بعدما نفّذ قفزة غير مسبوقة من حدود الفضاء في أكتوبر 2012 ضمن مشروع "ريد بُل ستراتوس"، حيث قفز من ارتفاع 39 كيلومترًا فوق سطح الأرض، محققًا رقمًا قياسيًا كأول إنسان يكسر حاجز الصوت بجسده دون طائرة.
بلغت سرعته خلال السقوط الحر 1,342 كيلومترًا في الساعة، واستغرقت رحلته نحو الأرض أكثر من 4 دقائق، ليهبط بسلام في صحراء نيو مكسيكو، وسط متابعة حية لملايين المشاهدين حول العالم.
وقال باومغارتنر بعد الإنجاز: "الوقوف هناك، على حافة الفضاء، لحظة تشعرك بمدى تواضعك.. لم يعد الأمر عن الأرقام بل عن العودة حيًّا."
وداع رجل لم يعرف الخوف
باومغارتنر بدأ القفز بالمظلات في سن 16، وتدرّب لاحقًا ضمن وحدات النخبة في الجيش النمساوي، قبل أن يتعاون مع شركة "ريد بُل" لتقديم مغامرات جريئة على مدى عقود.
وفي بيان نعيها، قالت الشركة: "فيليكس وُلد ليطير. لم يكن مجرد مغامر، بل رمز للدقة والانضباط والشغف."
رحيله المفاجئ يغلق فصلًا من فصول الجرأة البشرية، تاركًا إرثًا سيبقى محفورًا في ذاكرة كل من آمن بأن السماء ليست هي الحد.