المصدر / سمر فتحي
ممر استراتيجي جديد يربط أذربيجان بجناحها الإقليمي عبر أرمينيا
رحّبت تركيا باتفاق السلام الذي تم توقيعه بين أذربيجان وأرمينيا، معربة عن أملها في أن يفتح قريبًا ممر عبور استراتيجي يسهم في تعزيز صادرات الطاقة والموارد الأخرى عبر منطقة جنوب القوقاز.
ووفق ما أوردته صحيفة “ديلي صباح” التركية، جاء الاتفاق بوساطة أمريكية، وجرى توقيعه أمس الجمعة خلال اجتماع جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقادة البلدين. ويمنح الاتفاق الولايات المتحدة حقوق تطوير حصرية لممر نقل عبر الأراضي الأرمينية يربط بين أذربيجان وجيب ناخيتشيفان الأذربيجاني، المحاط بعدة دول من بينها حليفة باكو الإقليمية تركيا.
ويأتي هذا التطور في ظل صراع تاريخي بين البلدين يمتد لعقود حول إقليم ناغورنو قره باغ، الذي شهد حربين مدمرتين منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، آخرهما في عام 2020 وأسفرت عن مقتل الآلاف واستعادة أذربيجان مساحات واسعة من الأراضي التي كانت تحت سيطرة القوات الأرمينية.
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن المصالحة بين باكو ويريفان يجب أن تستند إلى توازن المصالح وأن تندمج في السياق الإقليمي. وأشارت، في تصريحات أوردتها شبكة “تاس”، إلى أن توقيع اتفاقية السلام وإقامة العلاقات بين الجانبين سيكون خطوة حاسمة نحو ترسيخ الأمن في جنوب القوقاز.
وشددت زاخاروفا على أهمية أن تأتي الحلول من داخل المنطقة، بدعم من جيرانها المباشرين مثل روسيا وإيران وتركيا، وأن تعمل الأطراف غير الإقليمية على تعزيز أجندة السلام دون خلق صعوبات أو انقسامات جديدة، محذرة من تكرار تجارب التدخل الغربي الفاشلة في مناطق أخرى، مثل وجود بعثة المراقبة الأوروبية في أرمينيا الذي يثير استياء بعض الأطراف.
كما رحّبت وزارة الخارجية الإيرانية بالاتفاق، مؤكدة أن السلام والاستقرار في القوقاز يخدم مصلحة جميع دول المنطقة، لكنها أعربت عن قلقها من التدخلات الأجنبية على الحدود المشتركة. ووفق ما أوردته وكالة “إرنا”، شددت طهران على أنها تتابع التطورات عن كثب وتبقى على تواصل مع أذربيجان وأرمينيا، معتبرة الاتفاق خطوة مهمة نحو سلام دائم في المنطقة.