المصدر / غربة نيوز
اندونيسيا تبحث استقبال جرحى من غزة للعلاج وسط جدل سياسي حول حق العودة
ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن الحكومة الاندونيسية تعمل على وضع خطة انسانية لاستقبال نحو ألفين من جرحى قطاع غزة لتلقي العلاج، وسط مخاوف داخلية وخارجية من تأثير هذه الخطوة على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى وطنهم
وبحسب الصحيفة، تجري الحكومة الاندونيسية سلسلة من الاجتماعات بين عدد من الوزارات لمناقشة الجوانب اللوجستية والقانونية والسياسية المرتبطة بهذه المبادرة، خاصة ان قطاع غزة يواجه كارثة انسانية بسبب الحرب المستمرة
وكانت اندونيسيا قد اعلنت في وقت سابق عن نيتها تقديم مساعدات طبية مؤقتة لعدد من الفلسطينيين، وطرحت جزيرة جالانغ غير المأهولة جنوب سنغافورة كموقع محتمل لاستقبال الجرحى، وهي جزيرة كانت تستخدم سابقا كمخيم للاجئين الفيتناميين ومستشفى ميداني خلال جائحة كورونا
ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين اندونيسيا واسرائيل، الا ان بعض القيادات الاسلامية وجهت انتقادات للحكومة، واتهمتها بالوقوع في ما وصفوه بالفخ الاسرائيلي، متسائلين عن الضمانات التي تضمن عدم المساس بحق الفلسطينيين في العودة بعد تلقيهم العلاج
وقال نائب رئيس لجنة الدفاع والعلاقات الخارجية في البرلمان الاندونيسي إن الحكومة ما زالت تدرس الخطة من كل جوانبها، وان الاجتماعات ركزت على جاهزية المرافق الطبية والاطر القانونية وتداعيات تنفيذ المقترح على سياسة اندونيسيا الخارجية واستقرار المنطقة
كما اكد عبد القادر جيلاني، المدير العام للشؤون الآسيوية والافريقية في وزارة الخارجية، ان القضية الاساسية هي ضمان احترام حق العودة للفلسطينيين، مشددا على ان اي خطوة لن تتم دون التنسيق مع السلطات الفلسطينية والدول الاقليمية المعنية، وان التنفيذ معقد سياسيا وفنيا
في الوقت نفسه، واصلت اندونيسيا تقديم الدعم الانساني لقطاع غزة، حيث نفذت هذا الاسبوع ثاني عملية اسقاط جوي للمساعدات بالتنسيق مع الاردن
وتأتي هذه التحركات في ظل تقارير اعلامية اشارت الى ان جهاز الموساد الاسرائيلي اجرى اتصالات مع واشنطن للضغط على بعض الدول لاستقبال عشرات الآلاف من سكان غزة، وذُكرت اندونيسيا كواحدة من تلك الدول التي اعربت عن استعداد مبدئي لبحث الفكرة
ورغم ان فكرة التوطين الدائم مرفوضة شعبيا في اندونيسيا، الا ان خطة استقبال الجرحى لم تثر جدلا واسعا حتى الآن داخل البلاد، ويرى محللون ان هذا يعود لانشغال الرأي العام بقضايا داخلية اخرى تتصدر المشهد الاعلامي.