المصدر / شيماء مصطفى
تسريبات إسرائيلية تكشف غياب خطة واضحة لاحتلال غزة وتصاعد الخلاف بين الجيش والحكومة
كشفت تقارير صحفية إسرائيلية عن خلاف حاد بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقيادة الجيش بشأن إدارة الحرب في قطاع غزة، وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن رئيس الأركان إيال زامير أبلغ لجنة الاستخبارات والخدمات السرية في الكنيست بأن الجيش لا يتلقى توجيهات واضحة من الحكومة حول الخطوات المقبلة في غزة، وأكد زامير خلال جلسة مغلقة أن نتنياهو لا يطلع المؤسسة العسكرية على تفاصيل المراحل التالية للعملية الجارية مما يثير قلقا بشأن استعداد القوات لأي تطورات ميدانية.
غياب رؤية للمراحل المقبلة
أوضح زامير أن الجيش يستعد لتوسيع نطاق العمليات داخل مدينة غزة لكنه يفتقر إلى تعليمات رسمية تحدد الأهداف السياسية والجدول الزمني للعمليات، وأضاف أن حسم المعركة يتطلب الانتقال إلى مناطق أخرى من القطاع بما في ذلك المخيمات المركزية وهو ما قد يفرض على إسرائيل أعباء مدنية يصعب على الجيش تحملها في ظل الوضع الإنساني المتدهور.
تقديرات زمنية ومعضلة ميدانية
تشير تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى أن السيطرة على مدينة غزة قد تستغرق ما بين عدة أشهر ونصف عام قبل الانتقال إلى مرحلة أوسع من عمليات التطهير. ورغم بدء الجيش عملية عسكرية واسعة تحمل اسم عربات جدعون 2 منذ بداية سبتمبر بهدف السيطرة الكاملة على المدينة فإن قادة الجيش يعترفون بأن حركة حماس لن تُهزم عسكريا أو سياسيا حتى بعد احتلال غزة.
مخاوف على حياة الأسرى
في الوقت نفسه شدد نتنياهو خلال اجتماع أمني مع وزراء وقادة الأجهزة الأمنية على ضرورة تنفيذ الخطة العسكرية ضمن الجدول الزمني المتفق عليه، وناقش الاجتماع السيناريوهات المحتملة في حال أقدمت حماس على إيذاء الأسرى الإسرائيليين خلال القتال ما زاد المخاوف من أن تؤدي العملية البرية إلى تعريض حياتهم للخطر.
مأزق سياسي وعسكري
تسلط هذه التسريبات الضوء على أزمة ثقة متنامية بين القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل في وقت تتسع فيه العمليات الجوية والبرية داخل غزة. كما تعكس غياب استراتيجية واضحة لما بعد السيطرة على المدينة الأمر الذي ينذر بتفاقم التحديات الميدانية والإنسانية ويفتح الباب أمام صراع داخلي حول مستقبل الحرب وأهدافها الحقيقية.