المصدر / شيماء مصطفى

الرئيس اللبناني يدعو إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل تواكب مسار التسويات الإقليمية

اعتبر الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم الاثنين، أن التفاوض مع إسرائيل بات ضرورة لحلّ الملفات العالقة بين البلدين، بالتزامن مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة.

وقال عون خلال لقائه وفدا من الإعلاميين الاقتصاديين، وفق بيان صادر عن رئاسة الجمهورية سبق للبنان أن تفاوض مع إسرائيل برعاية أميركية والأمم المتحدة، ما أسفر عن اتفاق لترسيم الحدود البحرية، فما الذي يمنع تكرار التجربة نفسها لإيجاد حلول للمشكلات القائمة، خصوصا أن الحرب لم تؤدِّ إلى نتيجة؟.

وأضاف الرئيس اللبناني،إسرائيل نفسها ذهبت إلى التفاوض مع حركة حماس بعدما استنفدت كل خيارات الحرب، واليوم المناخ العام هو مناخ تسويات، ولا بد من التفاوض، أما شكله فيُحدَّد في حينه.

لا يمكن للبنان أن يعزل نفسه عن مسار التسوية

ورداً على سؤال حول الموقف اللبناني من التطورات الإقليمية، شدد عون على أن لبنان لا يمكن أن يبقى خارج المسار السياسي القائم في المنطقة، قائلا ،لم يعد بالإمكان تحمّل المزيد من الحرب والدمار والقتل والتهجير، وعلينا أن نكون جزءا من مسار الحلول لا الصراعات.

وأشار إلى أن استمرار الجمود لن يخدم لبنان الذي يعاني أزمات اقتصادية واجتماعية متفاقمة، مؤكدا أن المرحلة تتطلب رؤية واقعية تقوم على الحوار.

خلفية الصراع بين لبنان وإسرائيل

يُذكر أن لبنان وإسرائيل في حالة حرب وعداء رسمي منذ عقود ،وخاض حزب الله وإسرائيل حربا استمرت أكثر من عام، انتهت بوقف لإطلاق النار في نوفمبر الماضي بوساطة أميركية، لكن إسرائيل ما زالت تشن ضربات متكررة تقول إنها تستهدف عناصر وبنى عسكرية تابعة لحزب الله، فيما تسفر أحيانا عن سقوط مدنيين.

وفي عام 2022، نجحت واشنطن في رعاية اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وبدأت لاحقا مساعي لترسيم الحدود البرية في 2023، إلا أن المواجهات التي اندلعت بين حزب الله وتل أبيب في أكتوبر من العام نفسه جمّدت تلك الجهود.

نتنياهو السلام ممكن إذا نُزع سلاح حزب الله

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرّح أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي بأن السلام بين إسرائيل ولبنان ممكن، داعيا الحكومة اللبنانية إلى بدء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل.

وأوضح نتنياهو أن تحقيق السلام مرتبط بنزع سلاح حزب الله، قائلا،إذا اتخذ لبنان خطوات جادة في هذا الاتجاه، يمكننا التوصل إلى سلام مستدام، وإلى أن يتحقق ذلك سنواصل اتخاذ كل ما يلزم للدفاع عن أنفسنا.

وقف إطلاق النار وخطة نزع سلاح حزب الله

يسري منذ 27 نوفمبر اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية أميركية وفرنسية، ينص على انسحاب حزب الله من جنوب نهر الليطاني وتفكيك بنيته العسكرية هناك، على أن يقتصر السلاح في لبنان على الأجهزة الرسمية.

لكن إسرائيل ما زالت تحتفظ بقواتها في خمس تلال جنوبية وتواصل تنفيذ غارات متفرقة.

وفي أغسطس الماضي، وتحت ضغط أميركي، قررت الحكومة اللبنانية تجريد حزب الله من سلاحه قبل نهاية العام، ووضعت قيادة الجيش خطة من خمس مراحل لسحب السلاح، وهي خطوة رفضها الحزب بشدة.