• facebook
  • twitter
  • google+
  • youtube
  • rss
أحدث الأخبار|

خامنئي ينفي ضلوع إيران في هجوم حماس على إسرائيل هذه الدول بدأت بإجلاء رعاياها من إسرائيل روسيا تتهم أميركا بالتحضير لتجارب نووية في صحراء نيفادا واشنطن تعرض على إسرائيل "خبراء" لتحرير الرهائن إستشهاد عضوي المكتب السياسي لحماس بغارة للاحتلال محمد بن سلمان يعلن موقف بلاده تجاه ما يدور في فلسطين حاليا النائب فضل الله: نقف لجانب الشعب الفلسطيني ومقاوميه قولا وعملا شعار 'الموت لإسرائيل' تحت قبة برلمان إيران توحش الاحتلال الاسرائيلي يطال المدنيين وسيارات الاسعاف والاعلاميين المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي يبكي قتلى الاحتلال! متحدث الجيش الإسرائيلي: المعركة ستطول.. وسنصل إلى كل مكان في غزة تحقيق ألماني بشأن تورط حماس في "جرائم قتل وخطف" الأمم المتحدة: الحصار الكامل لغزة محظور بموجب القانون الدولي مصر تغلق معبر رفح لأجل غير مسمى الأردن ينفي استخدام قواعده لنقل إمدادات أميركية لإسرائيل

السبت 23/01/2016 - 17:17 بتوقيت نيويورك

هذا هو الإسلام

هذا هو الإسلام

المصدر / وكالات

الشيخ الدكتور تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي سابقاً أمين سر الهيئة الإسلامية العليا بالقدس info@tayseer-altamimi.com 

الإيمان بالرسل هو الركن الرابع من أركان الإيمان وأصل من أصول الدين ، لا يصح إيمان المؤمن إلاَّ به ، قال تعالى { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً * وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُوْلَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً } النساء 150 -152 ، ومقتضاه الأيمان بالرسل جميعاً بلا استثناء ، فمن كفر بواحد من الرسل فقد كفر بالله تعالى وبجميع الرسل عليهم السلام ، قال تعالى { كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ المُرْسَلِين } الشعراء 105 ، فقوم نوح لم يكذبوا إلا نوحاً وحده ، لكن القرآن الكريم اعتبرهم مكذبين كافّة الرسل ؛ لأنهم جميعاً جاءوا بدعوة واحدة ورسالة واحدة وعقيدة واحدة من رب واحد .

ومعنى الإيمان بالرسل التصديق الجازم بأن الله تعالى بعث في كل أمةٍ رسولاً أو أكثر يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، قال تعالى { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيهَا نَذِيرٌ } فاطر 24 ، وأَنَّ جميع هؤلاء الرسل اصطفاهم الله سبحانه ليكونوا أهلاً لحمل الرسالة وتبليغها ؛ فاتصفوا بأسمى الصفات وتمثلوا بأرفع الأخلاق كالصدق والأمانة في التبليغ والذكاء والعصمة من المعاصي والآثام ، قال تعالى { اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } الحج 75 ، وقال تعالى أيضاً { ... اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ... } الأنعام 124 . 

والرسل هم الذين بعثهم الله عز وجل برسالة معينة وكلَّفهم بحملها وتبليغها ومتابعتها ، ولعلَّ الفرق بين الرسول والنبي بأنَّ الرسولَ هو مَنْ أُوحي إليه برسالة جديدة وشرع جديد ، أما النبي فهو المبعوث لتقرير رسالة وشريعة سابقة ، لكن هناك من يرى من العلماء بأن النبي هو الذي أوحي إليه بشريعة لكنه لم يكلف بتبليغها للناس ؛ بينما كلف الرسول بتبليغ الشريعة التي أوحيت إليه .

اتفقت دعوة الأنبياء والرسل من لدن آدم عليه السلام وحتى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في أصل الدين ؛ وهو توحيد الله تعالى بإلهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته ونفي ما لا يليق بكماله سبحانه ، وأما فروع الشرائع وتفاصيل أحكام الحلال والحرام فيها فتختلف في غالبيتها من شريعة إلى أخرى لحكمة بالغة .

وبما أن الله سبحانه أرسل في كل أمة رسولاً على الأقل فعدد الرسل كبير لكننا لا نعلمه ، ونؤمن بأن أولهم آدم عليه السلام وآخرهم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى { مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } الأحزاب 40 ، وقد ذكر لنا القرآن الكريم أسماء 25 نبياً ورسولاً منهم فقط ، قال تعالى { وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً } النساء 164 ، بينما ذكر لنا قصص بعض الرسل بغير أسمائهم ، كقوله تعالى { وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ } يس 13-14 ، وهناك رسل لم يذكر القرآن الكريم أسماءهم أو قصصهم ، فيجب علينا أن نؤمن بهم جميعاً من عرفنا ومن لم نعرف .

يتفاوت الرسل في المرتبة والأفضلية عند الله سبحانه ، قال تعالى { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ } البقرة 253 ، وأعلاهم منزلة أولوا العزم ، قال تعالى { فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ } الأحقاف 35 ، والرسل أولوا العزم جمعهم قوله تعالى { شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ } الشورى 13 . 

وإرسال الرسل الذين يبلغون الناس رسالات ربهم وشرائعه ضرورة عقلية ، فلو لم يرسل الله تعالى رسله لعباده لَصُعَب على البشر التعرف وحدهم إلى تلك التشريعات والأحكام التي تنظم شؤون حياتهم ، وَلَمَا عرفوا ماذا يريد الله منهم ، أو كيف سيعبدونه على الوجه الذي يرتضيه ، ولكان من غير العدل أن يحاسبهم يوم القيامة على ما فرَّطوا وقصروا في عبادته والاستجابة لأوامره ، ولَقَامَت بذلك الحجة للعباد على ربهم ـ تعالى الله عن ذلك ـ لذا فقد قطع الله عليهم الحجة فلم يَبْقَ لهم عذر على الكفر والعناد ومخالفة شرعه بإرسال الرسل ، قال تعالى { رُسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً } النساء 165 . 

ونؤمن بأن الله سبحانه وتعالى أيَّد رسله بالمعجزات وهي ما يجريه الله سبحانه على أيدي الرسل من خوارق العادات تصديقاً لهم وتحدياً لمنكري الرسالة ، ومن الأمثلة عليها :

* من معجزات سيدنا عيسى عليه السلام شفاء المرضى وإحياء الموتى والإخبار بالغيب ، قال تعالى { وَرَسُولا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } آل عمران 49 . 

* ومن معجزات سيدنا موسى عليه السلام تحول عصاه حية تسعى ، قال تعالى { وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى * قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى * قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى * وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى } طه 17-22 

* وأما المعجزة الكبرى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهي القرآن الكريم ، المعجزة الخالدة التي لا تنقضي إلى يوم الدين ، الكتاب الذي تحدى الله به الجن والإنس وفي مقدمتهم العرب أن يأتوا بمثله ، إلا أنهم عجزوا عن ذلك على الرغم من بلاغتهم الفائقة ، قال تعالى { وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللَّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } يونس 37-38 .

ووجه الإعجاز الأساسي في القرآن الكريم هو بلاغته وبيانه ، ومع ذلك فهو يتضمن أوجه إعجاز أخرى ، فالإعجاز التاريخي بإخباره عن الأمم الماضية ، والإعجاز التشريعي بما يشتمل عليه من تشريعات أصبحت اليوم مرجعية لكثير من الأحكام والقواعد القانونية والسلوكية في كثير من دول العالم المعاصرة ، والإعجاز العلمي بالحقائق العلمية التي ذكرها القرآن الكريم ؛ كقوله تعالى مثلاً { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ } الرحمن 33 .

كل هذه الأوجه دليل كون القرآن الكريم من عند الله تعالى ؛ فلا يمكن لمحمد صلى الله عليه وسلم وهو النبي الأمي أن يختلقه ويكون على هذا التناسق اللغوي المبدع ، ولا يمكن إلا أن يكون من عند العليم الخبير المحيط بكل شيء .

الأكثر مشاهدة


التعليقات