• facebook
  • twitter
  • google+
  • youtube
  • rss
أحدث الأخبار|

ترامب يهدد روزي: "سأسحب جنسيتها وأبعدها لإيرلندا" إسرائيل تحوّل الهدم في غزة إلى استثمار الهندي: إسرائيل وقعت في فخ مرونتنا.. والميدان يحكم! عاجل | ترمب يفرض 30% جمارك على واردات أوروبا أميركا تسأل حلفاءها: ماذا ستفعلون إذا حاربنا الصين؟ قطر تشارك ميدانياً في إخماد حرائق ريف اللاذقية عراقجي: حربنا لم تكن عبثًا.. والتخصيب مستمر 60 نائبًا يحرجون لندن: الاعتراف بفلسطين لم يعد خيارًا إسرائيل تطلب استعادة أبقارها من لبنان بي كي كي يستسلم.. وأردوغان يحتفل بالنصر القومي! ملقة تنسحب من تنظيم مونديال 2030 "حماس تُسقط الجيش من الداخل.. والعدو يعترف!" موسكو تقترح تزويد إيران بيورانيوم مخصب تراجع الليكود بعد زيارة نتنياهو لواشنطن اعتقال مواطن بتهمة التهديد بقتل ترامب قبيل زيارته لتكساس

الأحد 25/05/2025 - 13:04 بتوقيت نيويورك

قصة طبيبة فلسطينية تودع تسعة قلوب

قصة طبيبة فلسطينية تودع تسعة قلوب

المصدر / القاهرة: غربة ينوز

في زاوية من زوايا الوجع الفلسطيني الذي لا ينتهي، تقف الطبيبة آلاء النجار، لا كطبيبة هذه المرة، بل كامرأة مكسورة، احتضنت توابيت أطفالها التسعة بيديها المرتجفتين، ودفنت قلبها معهم في تراب قيزان النجار جنوب قطاع غزة، حيث كانت الحياة ذات يوم تنبض من حولهم.

ليلة 23 مايو لم تكن كغيرها. لم تكن ليلة حرب فقط، بل كانت ليلة رحيل. في دقائق معدودة، انهار المنزل فوق الأحلام، تحوّل حضن الأم إلى فراغ، وضحكات الأطفال إلى صمت ثقيل. تسعة أطفال، أسماء حفظتها غزة عن ظهر قلب: يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، وسيدرا، ذهبوا دفعة واحدة، في قصف لم يُبقِ شيئًا إلا وجعًا عميقًا في قلب أمّهم وكل من شاهد قصتها.

آلاء، التي اعتادت أن تُضمّد جراح المصابين وتخفف آلام المرضى، وجدت نفسها هذه المرة في موقع لا دواء له. كانت تؤدي واجبها الطبي في المستشفى عندما وصلها الخبر. لم تودّعهم، لم ترَهم نائمين للمرة الأخيرة، لم تحتضنهم قبل أن يغادروا.

انتشرت مشاهد وداعها لهم كالنار في هشيم الوجدان، وشكّلت لحظة فارقة أيقظت العالم على حجم المأساة التي يعيشها أهل غزة، وخصوصًا الطواقم الطبية التي باتت تدفع أرواح أبنائها ثمناً لصمودها.

وزارة الصحة الفلسطينية لم تقف صامتة أمام هذه الفاجعة، بل أصدرت بيانًا نعت فيه الشهداء الأطفال، وأكدت أن ما حدث ليس مجرد استهداف عشوائي، بل هو جزء من سياسة ممنهجة تطال كل من يصرّ على الحياة في غزة، حتى لو كان طبيبًا يحمل حقيبة إسعاف لا سلاحًا.

قالوا في البيان: "ما حدث للطبيبة آلاء ليس مجرد فاجعة، بل وصمة في جبين الإنسانية"، وأضافوا أن دماء أطفالها لن تكون مجرد أرقام في بيانات الإحصاء، بل شعلة تذكير دائمة بوحشية الاحتلال، وببطولة كل أمٍ فلسطينية تقف شامخة فوق ركام قلبها.

ولم تخرج آلاء لتتكلم كثيرًا. لم تحتج إلى كلمات. صمتها، دموعها، نظراتها، كانت كافية لتخبر العالم عن معنى الفقد حين يكون جماعيًا، حين يُقتلع نسلُك من دفاتر الحياة مرةً واحدة.

هذه القصة ليست فقط عن أم فقدت أبناءها، بل عن امرأة كانت تصنع الحياة، ففقدتها جميعًا بلحظة واحدة. عن غزة، التي تواصل تقديم دروس في الوجع والصبر، عن أمٍ باتت تمشي بين الناس وقلبها موزّع على تسعة قبور صغيرة.

رحم الله الأطفال، وكل الصبر لآلاء. في وجه الغياب، تبقين شاهدة على ألم يفوق الوصف، ورمزًا لبطولة لا تنكسر.

التعليقات