المصدر / سمر فتحي
ذكرى ميلاد جان جاك روسو .. ما جاء في سيرته الذاتية "الاعترافات"
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفيلسوف الشهير جان جاك روسو الذى ولد في جنيف يوم 28 يونيو 1712 وهو كاتب وأديب وفيلسوف يعد من أهم كتاب عصر التنوير، وهي فترة من التاريخ الأوروبي، امتدت من أواخر القرن السابع عشر إلى أواخر القرن الثامن عشر الميلاديين.
وهنا سنتوقف مع سيرة جان جاك روسو الذاتية وعنوانها "الاعترافات"، والكتاب يعد سيرة ذاتية يتحدث فيه "روسو" عن ثلاث وخمسين سنة من حياته، بدأ بتألفيه سنة 1765 وانتهى سنة 1769، ومع ذلك فإن الكتاب لم ينشر حتى 1782 أى بعد أربع سنوات من وفاته.
وقد لخص "روسو" فى كتابه "الاعترافات" معاناته فى الوحشة، والشعور بالاغتراب، والحنين إلى طبيعة إنسانية أكثر براءة، وأوفى صدقاً، ويعتبر الكتاب من روائع كتب السيرة، حيث بثَّ فيه روسو لواعج قلبه، ونداءات عقله إلى عالم خاص تقود فيه الحرية إلى الحقيقة.
ويتناول روسو فى "الاعترافات" حياته منذ مولده وحتى العام 1766، ويقول لنا فيه، إنه فرنسى الأصل ولد فى جنيف السويسرية وسط بيئة بروتستانتية، وماتت أمه يوم ولادته، فرعاه أبوه الساعاتى ذو المزاج الغريب، وكان الطفل ذا وعى مبكر، شديد الحساسية والكسل، وحين شب عن الطوق التقى براهب كاثوليكى فقال له إنه تواق لاعتناق الكاثوليكية، وبعد ذلك التقى بالسيدة دى فارن، التى أحبته ورعته وتقلبت علاقته معها طوال سنوات، ويصفها "روسو" بدقة وبوح مدهشين، وصار عشيقاً للسيدة مذ كان فى الحادية والعشرين من عمره، لكنه إذ توجه يوماً الى جرونوبل، التقى سيدة أخرى هى دى لارناج، فوقعت فى غرامه، وحين عاد إلى السيدة الأولى وجد أنها تخلت عنه، ومع ذلك استمر مقيماً عندها وبدأت اهتماماته الموسيقية التى لم تُقنع أحداً سوى جماعة الموسوعيين، حيث طلب منه ديديرو أن يكتب المواد الموسيقية للموسوعة، ثم وسّع من اهتماماته فراح يكتب فى فلسفة الفنون ووضع أوبرا، ثم كتب رسالة حول الموسيقى الفرنسية أعطى فيها الصدارة للموسيقى الإيطالية، قبل أن يشرع فى اهتماماته الفلسفية ويكتب فى "أصل التفاوت بين البشر".