المصدر / شيماء مصطفى
«تعليم الطفل فنون التفاوض وبناء العلاقات بعيدًا عن العنف»
كيف يتعامل الأهل مع نزاعات الأطفال بطريقة صحيحة؟
في كثير من الأحيان، يطالب بعض الأهالي بعقاب فوري لأطفالهم عند وقوع نزاعات أو مشاجرات، دون التفكير في أن الطفل قد لا يكون قادرًا على التمييز بين الخطأ والحق، أو بين دفاعه عن نفسه واستخدامه كأداة في صراعات الكبار. هنا يأتي دور الأهل في توجيه أبنائهم بهدوء، عبر رسالة واضحة تقول: «نحن بجانبك، ولكن نريدك أن تتعلم كيف تتصرف بطريقة صحيحة».
ولا يعني ذلك غياب التدخل، بل يجب أن يكون التدخل واعيًا ومدروسًا، خاصة في الحالات التي يتكرر فيها العنف الجسدي، أو عندما يستغل طفل أكبر قوته، أو في حال كانت الخلافات متكررة بنفس الأسلوب، أو إذا كان الطفل غير قادر على التعبير عن نفسه والدفاع عنها. وفي كل هذه الحالات، ينبغي أن يكون التدخل هادئًا ومتزنًا، بعيدًا عن التهديد أو الخصومة، مع التركيز على مصلحة الطفل أولًا.
تعليم الطفل كيفية إدارة خلافاته بنجاح يجهزه ليكون مراهقًا قادرًا على التعامل مع الصراعات الاجتماعية سواء في المدرسة أو الحياة العامة. فبدلًا من أن يكون سريع الغضب أو يميل للتجنب، يصبح الطفل قادرًا على التفاوض وحل المشكلات بطريقة ناضجة، مما يساهم في بناء علاقات صحية وقوية.
ومع ذلك، يعاني بعض الأهالي من اعتبار مشاجرات أبنائهم إهانة شخصية لهم، فيركزون على أخذ حق الطفل بالقوة، متجاهلين دورهم الأساسي في تعليمه كيف يحصل على حقه بأسلوب سليم، يعتمد على مهارات التفاوض وحل النزاعات دون اللجوء إلى العنف سواء الجسدي أو اللفظي.
من المهم أن يفهم الطفل أن الدفاع عن النفس لا يعني الإضرار بالآخرين، وأن الاختلاف لا يساوي الخصام، وأن ثقافة الاعتذار ليست ضعفًا بل دليل نضج وثقة بالنفس.