المصدر / شيماء مصطفى
"المرصد الأورومتوسطي: توقف المستشفيات في غزة جريمة إبادة ممنهجة"
مرصد حقوقي: إسرائيل تستخدم الوقود أداة قتل وتهجير قسري في غزة
جنيف – متابعات
اتهم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان السلطات الإسرائيلية باستخدام الوقود كوسيلة "قتل بطيء" و"تهجير قسري" بحق السكان المدنيين في قطاع غزة، من خلال منع دخوله إلى المستشفيات، ما أدى إلى شلل كامل في المرافق الطبية الحيوية.
وفي بيان صادر عنه، أكد المرصد أن النقص الحاد في الوقود تسبب بتوقف المولدات الكهربائية داخل المستشفيات، ما أدى إلى تعطل الأجهزة الطبية المنقذة للحياة، خاصة في أقسام العناية المركزة وغرف حضانة الأطفال الخدج وغسيل الكلى، ما يعرض آلاف المرضى لخطر الموت الفوري.
وأشار البيان إلى أن توقف قسم غسيل الكلى في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة بشكل كامل، منذ صباح الثلاثاء، ينذر بكارثة صحية قد تبدأ بحصد أرواح المرضى خلال أيام، في ظل غياب أي بدائل طبية أو طاقة بديلة لتشغيل الأجهزة.
وحذّر المرصد من أن حرمان السكان من الرعاية الصحية الضرورية، لا يمثل فقط انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، بل يُعد، وفق وصفه، "جزءًا من سياسة ممنهجة تستهدف إهلاك السكان وتقويض حقهم في البقاء"، معتبرًا أن هذه الممارسات تندرج ضمن أركان جريمة الإبادة الجماعية.
وأوضح أن الإجراءات الإسرائيلية، التي تشمل الحصار الخانق وقطع الإمدادات الأساسية، تُسهم في تدهور الوضع الصحي والإنساني في القطاع بشكل متسارع، لافتًا إلى أن عدد الضحايا الذين يسقطون يوميًا نتيجة توقف الخدمات الطبية قد يفوق أولئك الذين يقتلون في الهجمات العسكرية المباشرة.
وأضاف أن منع إدخال الوقود إلى شمال قطاع غزة ومدينة غزة بشكل خاص يبدو مقصودًا، بهدف دفع السكان إلى النزوح نحو الجنوب، ما يشكل "نمطًا واضحًا من أنماط التهجير القسري المحظور دوليًا"، وفق تعبير المرصد.
ودعا الأورومتوسطي المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف ما وصفها بـ"السياسات القاتلة" التي تُمارس ضد سكان غزة، وضمان إدخال الوقود والإمدادات الطبية بشكل فوري ودون شروط، من أجل إنقاذ ما تبقى من المنظومة الصحية المتهاوية.