المصدر / شيماء مصطفى
بين الطموح السياسي والواقع الانتخابي: تحديات تواجه حزب ماسك الوليد
إيلون ماسك يطلق "حزب أميركا": مشروع طموح يواجه 6 تحديات كبرى
واشنطن – بندر الدوشي | العربية
أعلن رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، عن تأسيس حزب سياسي جديد أطلق عليه اسم "حزب أميركا" (America Party)، مؤكدًا أن هدفه هو تمثيل ما وصفه بـ"80% من الناخبين في الوسط"، أي أولئك الذين لا ينتمون بوضوح للحزبين الجمهوري والديمقراطي.
لكن رغم حجم ثروته ونفوذه، إلا أن دخول ماسك لعالم السياسة لا يبدو أنه سيكون سهلاً. فبحسب تحليل نشرته صحيفة واشنطن بوست، يواجه الحزب الوليد ستة تحديات رئيسية قد تعرقل تقدمه على الساحة الأميركية.
1. نظام انتخابي لا يرحم الأحزاب الجديدة
النظام الأميركي يعتمد قاعدة "الفائز يحصد كل شيء"، مما يجعل من الصعب جدًا على الأحزاب الصغيرة تحقيق أي نجاح فعلي. فحتى الحصول على موطئ قدم في بطاقات الاقتراع يتطلب تجاوز شروط قانونية وإجرائية معقدة تشمل جمع توقيعات وإثبات الإقامة وغيرها.
2. تاريخ طويل من الفشل للأحزاب الثالثة
الأحزاب خارج الثنائية الأميركية لم تحقق اختراقات كبيرة منذ عقود. حتى المرشحون ذوو الشعبية، مثل روس بيرو في التسعينات، لم ينجحوا في الفوز بأي أصوات انتخابية. والمثال الأبرز على تأثير الأحزاب الصغيرة دون فوز كان في انتخابات عام 2000، حيث يُعتقد أن ترشح رالف نادر ساهم في تغيير نتيجة ولاية فلوريدا.
3. استراتيجية ماسك "المركزة" تثير الجدل
ماسك أعلن أن حزبه سيبدأ باستهداف عدد محدود من الانتخابات الرئيسية في منتصف المدة المقبلة، معتبرًا أنها قد تكون نقطة التأثير الحقيقية. لكن نقاد يرون أن هذه الاستراتيجية، رغم كونها ذكية على المدى القصير، تفتقر إلى بنية تنظيمية طويلة الأمد.
4. جمهور "الوسط" ليس قاعدة سياسية متماسكة
رغم أن ماسك يراهن على دعم شريحة الوسط، إلا أن خبراء يشككون في قدرة هذه الفئة على أن تتحول إلى كتلة تصويتية فعّالة، نظرًا لتنوع آرائها وتفضيلاتها السياسية.
5. عزلة سياسية وضعف التحالفات
بعد ابتعاده عن ترامب وخصومته المتزايدة مع الجمهوريين، أصبح ماسك يواجه مقاومة من داخل التيار المحافظ. كما أن تأسيس حزب جديد يتطلب بناء شبكات دعم شعبية واسعة، لا يقتصر دورها على التبرع المالي بل تمتد إلى النشاط الميداني، وهو أمر لا يمكن شراؤه بالمال فقط.
6. صبر ماسك على المحك
العمل السياسي بطبيعته بطيء، ويتطلب نفسًا طويلًا، وهو ما لا يتناسب دائمًا مع أسلوب ماسك المعروف بالتحرك السريع والمباشر. كما أن التعامل مع الطامحين غير المؤهلين، الراغبين في دعم مالي أو ترشيح، قد يشكل تحديًا إضافيًا.
خلاصة
محاولة ماسك لدخول عالم السياسة بتأسيس "حزب أميركا" تمثل نقلة جريئة، لكنها محفوفة بالمخاطر. فبين نظام انتخابي صارم، وتجارب سابقة فاشلة، وتحديات تنظيمية وشخصية، يبدو أن طريق الملياردير نحو التأثير السياسي سيكون مليئًا بالعقبات.