المصدر / غربة نيوز
1260 قتيلًا على يد الشرطة الأمريكية خلال عام واحد
كشفت بيانات جديدة أن عام 2024 سجل أعلى حصيلة لحالات القتل على يد الشرطة في الولايات المتحدة خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث وصلت إلى 1260 حالة، وهو رقم غير مسبوق منذ بدء رصد هذه الإحصاءات. اللافت في الأمر أن الجزء الأكبر من هذه الحوادث وقع في المناطق الريفية، وتحديدًا من قبل قوات الشرطة التابعة للمقاطعات.
بحسب تقرير صحفي، فإن أقسام الشرطة الريفية – رغم أنها تمثل ربع إجمالي قوات إنفاذ القانون في أمريكا – كانت مسؤولة عن نحو ثلث هذه الحالات، مما يشير إلى تصاعد واضح في استخدام القوة في تلك المناطق. وقد ارتفعت نسبة هذه الحوادث في المقاطعات بنسبة 43% منذ عام 2013، مقارنة بزيادة لا تتجاوز 3% في المدن والبلدات.
وتبين الإحصائيات أن جزءًا كبيرًا من هذه الحالات كان مرتبطًا بأزمات نفسية، مثل تدخل الشرطة في حالات انتحار محتملة، أو مع رجال مسلحين يعانون من اضطرابات عقلية. كما تضمنت نسبة أخرى جرائم عنف، حيث وُجد أن أغلب الضحايا كانوا يحملون أسلحة مثل البنادق أو السكاكين.
منذ حادثة مقتل جورج فلويد عام 2020، تبنّت الشرطة في المدن الكبرى إصلاحات لتقليل الاستخدام المفرط للقوة، بينما حافظت أقسام الشرطة في المناطق الريفية على نهج صارم ومباشر في فرض النظام، مدعومًا بثقة غالبية السكان المحليين.
ويواجه الضباط في المقاطعات تحديات كبيرة تتعلق بالتدريب وقلة الموارد، حيث يحصلون على عدد أقل من ساعات التدريب السنوي مقارنة بنظرائهم في المدن. كما تفتقر هذه الأقسام في كثير من الحالات إلى موظفين مختصين في التعامل مع الأزمات النفسية.
ضعف الرواتب أيضًا يعيق استقطاب الكفاءات، ما يدفع بعض الأقسام إلى توظيف أفراد لديهم تاريخ مهني مثير للجدل، كما حدث في حالات سابقة في ولاية أوهايو.
ومع تغير طبيعة الحياة في الريف الأمريكي، تحوّلت مهام الشرطة من التعامل مع المواقف البسيطة، مثل إبعاد الماشية عن الطرق، إلى التدخل في قضايا أكثر تعقيدًا كالصحة النفسية والانتحار، في ظل تراجع حاد في عدد العاملين بمجال الرعاية النفسية في تلك المناطق.