المصدر / شيماء مصطفى
زيلينسكي يربط أي تقدم بلقاء بوتين.. وموسكو تتمسك بمطالب تصفها كييف بـ"غير المقبولة"
في لحظة مفصلية من الصراع الروسي الأوكراني، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الإثنين، عن تحديد يوم الأربعاء موعداً لجولة جديدة من المفاوضات مع روسيا في تركيا، في محاولة جديدة لإحياء مسار دبلوماسي تعثّر طويلاً.
ورغم فشل الجولتين السابقتين في إسطنبول، يتمسك زيلينسكي بالأمل، لكنه يضع شروطه بوضوح: "لا وقف لإطلاق النار حالياً، بل التركيز على الأسرى والأطفال المختطفين"، على حد وصفه. كما أصرّ على عقد اجتماع مباشر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معتبراً أن إنهاء الحرب لن يتم دون مواجهة القمة.
وفي الوقت الذي تستعد فيه أنقرة لاستضافة الجولة الثالثة، يبدو أن الهوّة بين الجانبين لا تزال واسعة. فقد أعلنت موسكو، عبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن العمل جارٍ لتنسيق الموعد، لكنها حذّرت من أن مسودتي الاتفاق المتبادلتين لا تزالان "متضاربتين تماماً"، مشددة على الحاجة إلى "عمل دبلوماسي طويل ومضنٍ".
وتتمسك روسيا بمطالب وصفتها كييف بـ"الاستفزازية"، تشمل انسحاب القوات الأوكرانية من أربع مناطق أعلنت موسكو ضمها، ووقف الدعم العسكري الغربي، وهي شروط رفضها زيلينسكي بشدة، مؤكداً أن بلاده لن تتراجع عن حقها في السيادة والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
وفي خلفية المشهد، دخل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على الخط، ضاغطًا من بعيد. فبعد مطالبته الجانبين بالحوار، منح موسكو مهلة لا تتجاوز 50 يوماً للتوصل إلى اتفاق، ملوّحاً بسلسلة جديدة من العقوبات إذا استمرت الأزمة بلا أفق.
وبين تعنت الشروط الروسية، وتصلب الموقف الأوكراني، يبدو أن لقاء الأربعاء قد لا يحمل اختراقاً، لكنه بلا شك يمثل اختباراً جديداً للجدية السياسية، وربما بداية لانفراجة دبلوماسية طال انتظارها.