المصدر / غربة نيوز
روسيا تحذّر: خروج أمريكا سيهدد مستقبل مشاريع اليونيسكو
أعلنت البعثة الروسية لدى منظمة اليونيسكو أن انسحاب دولتين من عضوية المنظمة خلال عام 2025 يُعد مؤشراً واضحاً على أزمة هيكلية عميقة تواجهها، مؤكدة أن الأمانة العامة للمنظمة غير قادرة على معالجة هذه التحديات.
وأوضح كيريل رينزا، القائم بأعمال مندوب روسيا في اليونيسكو، أن خروج كل من الولايات المتحدة ونيكاراغوا من المنظمة في فترة قصيرة يعكس حالة من غياب التوافق داخلها، لافتاً إلى أن بعض القرارات التي اتخذت مؤخراً اتسمت بالتسييس، ودُفعت بها دول غربية لأسباب سياسية مرحلية.
وأشار رينزا إلى أن قرار واشنطن بالانسحاب سيترك تأثيرات سياسية ومالية ملموسة، خاصة في ظل تراكم ديونها التي تتجاوز 600 مليون دولار نتيجة توقفها عن دفع المساهمات منذ عام 2011. وأضاف أن غياب الولايات المتحدة عن المنظمة يعني غياب تمثيل منطقة بأكملها في عمليات صنع القرار، الأمر الذي قد يضعف من التوازن داخلها.
ورغم تصريحات المديرة العامة لليونيسكو أودري أزولاي بشأن استقرار الوضع المالي، فإن الجانب الروسي يرى أن انسحاب واشنطن قد يُهدد استمرارية العديد من المشاريع والبرامج الحيوية التي تعتمد على التمويل.
كما أشار رينزا إلى أن روسيا كانت قد حذرت مسبقاً، منذ عام 2023، من الطريقة التي تمت بها عودة الولايات المتحدة إلى المنظمة، حيث مُنحت حقوق التصويت والترشح دون ضمانات قانونية واضحة بشأن سداد التزاماتها.
وأكد المسؤول الروسي أن بلاده ما تزال متمسكة بضرورة الحفاظ على الطابع الجامع والشامل لليونيسكو، بعيداً عن التحيز والمعايير المزدوجة، مشدداً على أهمية تعزيز التعاون في مجالات الثقافة والتعليم والعلوم والإعلام على أسس من المساواة والاحترام المتبادل.
وتزامناً مع ذلك، أعلن البيت الأبيض في 22 يوليو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر الانسحاب من المنظمة، معتبراً أن سياساتها لم تعد تتوافق مع المصالح الأمريكية. وفي وقت سابق، كانت نيكاراغوا قد اتخذت قراراً مماثلاً في مايو الماضي، احتجاجاً على منح اليونيسكو جائزة إعلامية لصحيفة تتهمها الحكومة النيكاراغوية بالتحريض والتدخل الخارجي.
من جانبها، علّقت أودري أزولاي على الخطوة الأمريكية بأنها متوقعة، مؤكدة أن المنظمة استعدّت لهذا الاحتمال منذ سنوات، وأن مساهمات الدول الأخرى قد تحسّنت بشكل ملحوظ، مما يدعم استقرار الوضع المالي في الوقت الراهن.