المصدر / القاهره- سمر منصور
نيجيريا
تُعرف قبيلة "التيف" في نيجيريا بتقاليدها الفريدة والغريبة في مراسم الزواج، حيث لا يكتمل عقد القران دون أداء طقس يُعد من أكثر الطقوس إثارة للدهشة؛ إذ يُطلب من العريس أن يشرب "رمادًا مذابًا في الماء" جُمع خصيصًا من منزل والد العروس.
تبدأ مراسم الزواج في هذه القبيلة بمفاوضات طويلة بين عائلتي العريس والعروس، يتم خلالها الاتفاق على المهر، والذي غالبًا ما يشمل عددًا من رؤوس الماشية، وبعض الأموال، وأحيانًا قطعًا من الأرض. ولا يُنظر إلى الزواج كعلاقة فردية، بل كتحالف بين عائلتين، وأحيانًا قبيلتين.
وفي يوم الزفاف، يتزين العريس والعروس بأزياء تقليدية مطرزة، وتُقام الاحتفالات المصحوبة بالرقصات والأغاني المحلية. غير أن الحدث الرئيسي في هذه المراسم يتمثل في شرب العريس للرماد، وهو طقس يُعتقد أنه يرمز إلى الطاعة والتقدير لعائلة العروس، كما يُعتقد أنه يُطهّر العريس من أية نوايا سيئة، ويثبت استعداده لتحمل مسؤولية الحياة الزوجية.
ويُعتبر رفض أداء هذا الطقس تقليدياً بمثابة إهانة لعائلة العروس، وقد يؤدي إلى إلغاء الزواج. ولهذا، يحرص جميع من يسعون للزواج من بنات هذه القبيلة على الالتزام التام بهذه العادة، احترامًا للموروث الثقافي والاجتماعي العريق.
رغم غرابة هذا الطقس بالنسبة للعالم الخارجي، إلا أنه يمثل لدى أبناء قبيلة التيف رمزًا عميقًا للولاء والانتماء، ويجسد النظرة المجتمعية للزواج بوصفه مسؤولية جماعية، لا تقتصر على الزوجين فقط.