المصدر / شيماء مصطفى
خلافات حادة بين نتنياهو والجيش حول خطة احتلال غزة وسط ضغوط يمينية وتصعيد ميداني متوقع
بن غفير يضغط لاحتلال غزة.. ونتنياهو يواجه معارضة من رئيس الأركان
في خضم نقاشات حاسمة داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن احتلال قطاع غزة بالكامل، تصاعدت الضغوط السياسية على المؤسسة العسكرية، لا سيما بعد مطالبة وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، رئيس الأركان الجنرال إيال زامير، بتنفيذ أي قرار سياسي يصدر بهذا الشأن، بغض النظر عن الموقف العسكري.
وقال بن غفير، عبر منصة "إكس"، صباح الثلاثاء: "إذا قررنا احتلال غزة وإخضاع حماس، فعلى رئيس الأركان التنفيذ فورًا". وأضاف: "يجب على رئيس الأركان أن يعلن التزامه الكامل بأوامر القيادة السياسية".
هذا التصريح يأتي في وقت حساس، إذ من المرتقب أن تعقد الحكومة الإسرائيلية اجتماعين اليوم، الأول لمجلس الوزراء المصغر (الكابينت) لبحث سبل "تحقيق أهداف الحرب"، والثاني لمناقشة خطة نتنياهو الهادفة إلى التوسع العسكري داخل غزة.
انقسام بين المستوى السياسي والعسكري
تدور الخلافات حول خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي تهدف إلى احتلال غزة بالكامل، وهي الخطة التي يرفضها رئيس الأركان زامير، معتبرًا إياها "مكلفة واستراتيجية فاشلة". ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر عسكرية تحذيرات من أن الاحتلال الكامل للقطاع سيكون "فخًا استراتيجيًا" قد يعرّض القوات الإسرائيلية لخسائر فادحة ويؤثر على مصير الأسرى.
في المقابل، دعم وزير الخارجية جدعون ساعر موقف زامير، مؤكداً أن الجيش "يعكس قرارات المستوى السياسي"، في محاولة لتقريب وجهات النظر، أو على الأقل احتواء الخلاف المتصاعد.
نتنياهو يلوّح بالإقالة
ووفق تقارير إسرائيلية، لم يتردد نتنياهو في توجيه رسالة حادة إلى زامير قال فيها: "إذا لم يناسبك القرار، فعليك أن تستقيل"، في دلالة واضحة على عمق الانقسام بين القيادة السياسية والعسكرية.
ضغوط داخلية وخارجية
ويرى مراقبون أن التوجه الإسرائيلي نحو احتلال غزة يأتي في ظل ضغوط متزايدة على نتنياهو، خصوصًا بعد بث فصائل فلسطينية لقطات مصورة لرهائن إسرائيليين في أوضاع صحية صعبة داخل القطاع، ما أثار موجة غضب لدى الرأي العام وبعض وزراء الحكومة.
ومن جانب آخر، أثار إدخال المساعدات إلى غزة غضب وزراء اليمين المتطرف، مثل بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذين وصفوا تلك الخطوة بـ"الهدية لحماس".
تحذيرات أمنية
كما أبدت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بحسب هيئة البث الرسمية، تخوفها من توسيع نطاق العمليات في المناطق التي لم ينشط فيها الجيش مسبقًا، خشية تعريض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر.
ويؤكد هذا الوضع المعقد مدى التباين بين الطموح السياسي في تصعيد العمليات، والحسابات الأمنية الدقيقة التي تحذر من التورط في معركة مفتوحة داخل غزة.