المصدر / القاهره- سمرمنصور
امريكا
ترامب: بوتين سيتوقف عن الحرب إذا انخفضت أسعار الطاقة... وموسكو ترد: الصراع ليس اقتصاديًا
أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جدلًا واسعًا بتصريح قال فيه إن الحرب في أوكرانيا يمكن أن تنتهي "فورًا" إذا تم خفض أسعار الطاقة عالميًا، معتبرًا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "سيتوقف عن قتل الناس" إذا تراجعت العائدات النفطية التي تموّل الحرب، وهو ما قوبل برد روسي حازم رافض لهذا الطرح.
وقال ترامب، خلال مشاركته عبر الفيديو في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس مطلع العام الجاري، إن روسيا تعتمد بشكل رئيسي على إيرادات الطاقة، وإن استمرار الحرب يرتبط بسعر النفط في الأسواق العالمية. وأضاف: "عندما ينخفض السعر، لن يكون لدى بوتين القدرة على الاستمرار... وسيتوقف القتل".
في المقابل، رد الكرملين على هذه التصريحات بنفي العلاقة المباشرة بين أسعار الطاقة والسياسة الروسية في أوكرانيا. وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الحرب "ليست قضية اقتصادية بحتة"، بل تتعلق بما وصفه بـ"أمن روسيا القومي"، مؤكدًا أن موسكو لا تضع قراراتها الاستراتيجية رهينة لتقلبات الأسواق.
وبعد مرور أشهر على هذا السجال، شهد الملف تطورات لافتة؛ إذ وافقت روسيا في مايو الماضي على تجميد مؤقت لهجماتها على منشآت الطاقة الأوكرانية لمدة ثلاثين يومًا، عقب تواصل غير مباشر مع فريق ترامب، وهو ما فُسّر في حينه على أنه استجابة جزئية لضغوط اقتصادية متزايدة. إلا أن موسكو استأنفت هجماتها بعد انتهاء الفترة، مستهدفة عدة منشآت في مناطق سلوفيانسك وخاركيف، ما أثار شكوكًا حول جدوى أي اتفاق غير ملزم.
ومع حلول أغسطس، ومع اقتراب الموعد الذي حدده ترامب كمهلة نهائية لوقف الحرب، صعّدت واشنطن من لهجتها، ملوّحة بفرض عقوبات اقتصادية ثانوية على الدول المستوردة للطاقة الروسية. كما أوفدت مبعوثًا خاصًا إلى موسكو في محاولة أخيرة للدفع باتجاه وقف إطلاق النار، في حين لم تُبدِ روسيا أي استعداد فعلي للتراجع عن أهدافها العسكرية.
ويرى مراقبون أن تصريحات ترامب تعكس تصورًا اقتصاديًا لحل الأزمة، في حين تتمسك موسكو برؤية استراتيجية أوسع، ما يعقّد فرص الوصول إلى تسوية قريبة. وبينما تتزايد الضغوط الدولية على طرفي النزاع، يظل الواقع الميداني على الأرض بعيدًا عن أي تهدئة مستدامة، رغم المحاولات الدبلوماسية المتكررة.