المصدر / شيماء مصطفى

هجوم جديد يعطّل وصول المساعدات ويثير إدانات أردنية ودولية واسعة

عمان تتهم مستوطنين إسرائيليين بمهاجمة قافلة مساعدات لغزة وتحمّل تل أبيب المسؤولية

في تصعيد جديد للأوضاع الإنسانية المتأزمة في قطاع غزة، أعلن الأردن اليوم الأربعاء أن مستوطنين إسرائيليين اعتدوا على قافلة مساعدات إنسانية كانت في طريقها إلى القطاع، في ثاني حادثة من نوعها خلال أيام قليلة، وسط اتهامات مباشرة للحكومة الإسرائيلية بـ"عدم اتخاذ إجراءات رادعة لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات".

وأكد المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، أن القافلة التي كانت تضم 30 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية والدوائية، تعرضت للهجوم في الأراضي المحتلة ما أدى إلى تأخير وصولها إلى غزة، معتبراً أن ذلك يمثل انتهاكاً صارخاً للاتفاقات الموقعة بين الجانبين بشأن مرور المساعدات الإنسانية.

وأضاف المومني، في تصريحات نقلتها وكالة رويترز، أن "تكرار هذه الاعتداءات يثير تساؤلات خطيرة حول التزام إسرائيل بحماية القوافل الإنسانية"، مطالباً المجتمع الدولي بـ"تحمل مسؤولياته تجاه حماية خطوط الإغاثة ومنع انهيار الوضع الإنساني في القطاع".

20 قتيلاً في حادثة مروعة وسط غزة

وفي تطور موازٍ، شهد قطاع غزة فاجعة جديدة، إذ لقي 20 فلسطينياً على الأقل مصرعهم وأصيب العشرات، في ساعات الليل المتأخرة من الثلاثاء/الأربعاء، إثر انقلاب شاحنة مساعدات غذائية في مدينة دير البلح وسط القطاع، وفق ما أفادت مصادر طبية ومكتب الإعلام الحكومي.

وتأتي هذه الحادثة وسط أجواء من الفوضى والارتباك التي تخيم على عمليات توزيع المساعدات في غزة، والتي تُشرف عليها "مؤسسة غزة الإنسانية" بإشراف مباشر من الجيش الإسرائيلي، ما يثير انتقادات متزايدة من منظمات إنسانية ودولية تتحدث عن إخفاقات جسيمة في إدارة الملف الإغاثي.

وضع كارثي ومجاعة تهدد حياة السكان

يُذكر أن القطاع المحاصر منذ أشهر، يعاني من أزمة إنسانية غير مسبوقة، بحسب توصيف منظمات الأمم المتحدة، التي حذرت مراراً من مجاعة وشيكة تهدد حياة مئات الآلاف من السكان، خصوصاً الأطفال.

وبحسب أحدث الإحصاءات الطبية، سجلت مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية 5 حالات وفاة جديدة بسبب سوء التغذية، لترتفع حصيلة ضحايا الجوع إلى 193 حالة، من بينهم 96 طفلاً، ما يعكس عمق الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة تحت الحصار.

وقد وثقت تقارير متواترة تعرض مدنيين لإطلاق نار أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، ما أدى إلى مقتل المئات، وسط غياب آلية واضحة وآمنة لتوزيع الإغاثة على المحتاجين.

دعوات دولية متزايدة للتحرك

وسط هذه الأحداث المتسارعة، تتزايد الدعوات الدولية للتحرك الفوري من أجل تأمين تدفق آمن ومنتظم للمساعدات الإنسانية إلى غزة، وإيجاد آلية مستقلة ومحايدة لضمان التوزيع العادل والآمن، بعيداً عن الفوضى والخطر الذي يهدد حياة المدنيين.

ويواصل الأردن جهوده الدبلوماسية في هذا السياق، مؤكداً تمسكه بـ"الواجب الإنساني والأخلاقي" في دعم الشعب الفلسطيني، ومشدداً على ضرورة وقف الاعتداءات المتكررة على القوافل الإغاثية، التي وصفها بأنها "تمثل جريمة إنسانية لا يمكن السكوت عنها".