المصدر / شيماء مصطفى
تصاعد القصف على الفاشر وسط حصار خانق وأوضاع إنسانية كارثية
مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور تعيش تصعيدا عسكريا جديدا، مع تجدد القصف المدفعي العنيف الذي نفذته قوات الدعم السريع من مواقع تمركزها شرقي المدينة، مستهدفة الأحياء الغربية ووسط المدينة في هجمات خلفت أضرارا واسعة وتوترات متزايدة في الشوارع والأحياء السكنية.
مراسل العربية أكد أن القصف تزامن مع محاولات مكثفة من الجيش السوداني والقوات المشتركة، وذلك لصد الهجمات والحفاظ على ما تبقى من استقرار في المدينة، والتي تعد آخر معقل رئيسي للجيش في إقليم دارفور، بعد أن أحكمت قوات الدعم السريع حصارها عليها منذ مايو من العام الماضي.
الفاشر التي تعاني من تبعات حصار طويل تواجه اليوم أزمة إنسانية خانقة، حيث سجلت وزارة الصحة وفاة ثلاثة وستين شخصا خلال أسبوع واحد، بسبب سوء التغذية معظمهم من النساء والأطفال، بينما تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن أربعين في المئة من الأطفال دون الخامسة في المدينة يعانون من سوء التغذية الحاد وأن أحد عشر في المئة منهم في حالة حرجة.
المخيمات المحيطة بالفاشر وخاصة مخيم زمزم، كانت قد أعلنت فيها المجاعة قبل عام، ومع استمرار الحصار وتراجع المساعدات حذرت الأمم المتحدة من امتداد الكارثة إلى قلب المدينة، الأمر الذي يهدد حياة نحو مليون شخص محاصرين بلا غذاء ولا دواء ولا خدمات أساسية.
الحرب في السودان التي تدخل عامها الثالث حصدت أرواح عشرات الآلاف وشردت الملايين، وقد صنفتها الأمم المتحدة كأكبر أزمة نزوح وجوع يشهدها العالم حاليا، حيث تتقاطع المعاناة الإنسانية مع استمرار المعارك العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، في مشهد يعكس تعقيدات الصراع وغياب أي أفق لحل قريب.