المصدر / سمر فتحي
“يديعوت أحرونوت: الجيش الإسرائيلي يضع خططًا لمعركة برية معقّدة في مدينة غزة وسط تحديات إنسانية وقضية الرهائن
صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية كشفت أن الجيش الإسرائيلي يناقش خططًا لشن عملية برية واسعة في مدينة غزة، تركز على إعادة انتشار القوات، وعمليات الإجلاء الجماعي، والقتال تحت الأرض، مع الأخذ بعين الاعتبار البعد الإنساني وقضية الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس.
وذكرت الصحيفة، عبر موقعها الإلكتروني اليوم الأحد، أن هيئة الأركان العامة للجيش عقدت اجتماعًا مطولًا استمر ست ساعات، بحضور كبار الجنرالات في تل أبيب والقيادة الجنوبية، لمناقشة المرحلة التالية من الحرب، والتي قد تكون الأصعب حتى الآن.
النقاش تطرق إلى ثلاثة ملفات مترابطة:
- إعادة نشر القوات النظامية وتفضيلها على قوات الاحتياط نظرًا لخبرتها القتالية.
- تعبئة المزيد من جنود الاحتياط، مع الإشارة إلى أن العدد الفعلي أقل من المُعلن.
- إجلاء نحو مليون مدني من أكبر مدن القطاع، رغم صعوبة ذلك مع الدمار الواسع الذي أصاب نحو ثلاثة أرباع غزة، ومع توقع مقاومة حماس لعمليات الإجلاء.
وأشارت الصحيفة إلى أن حماس استغلت فترة الهدوء النسبي لإعادة بناء دفاعاتها وشبكاتها تحت الأرض داخل مدينة غزة، ما يدفع الجيش للتحضير لمناورة معقدة وخطيرة في الأنفاق، على الرغم من أن فرص إنقاذ الرهائن أحياء عبر الهجوم العسكري تُوصف بأنها “ضعيفة للغاية”.
ونقلت الصحيفة عن ضابط إسرائيلي كبير قوله: “أي حديث عن إمكانية إنقاذ الرهائن عبر هجوم بري هو طرح مضلل ويعقد عملية اتخاذ القرار”، مؤكدًا أن الاستراتيجية يجب أن تقوم على أهداف قابلة للتحقيق، رغم خيبة الأمل أمام الرأي العام الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، قام رئيس الأركان إيال زمير بجولة ميدانية مع كبار القادة، وأقرّ الخطط العملياتية المقبلة، مؤكدًا: “سنواصل تغيير الواقع الأمني، وسنحافظ على زخم عملية (مركبات جدعون) مع التركيز على مدينة غزة، وسنقاتل حتى هزيمة حماس، والرهائن نصب أعيننا”.
وأضاف زمير أن الجيش سيعتمد على استراتيجية شاملة ومتطورة تشمل القدرات البرية والجوية والبحرية، مشددًا على أن حماس “فقدت معظم قدراتها مقارنة بما كانت تملكه قبل العملية”، وأن ما يجري “جزء من مواجهة طويلة الأمد مع إيران وحلفائها”.
واختتمت “يديعوت أحرونوت” تقريرها بالإشارة إلى أن القيادة العسكرية ترى أن الجيش الإسرائيلي حقق “إنجازات غير مسبوقة خلال العامين الماضيين”، مؤكدة التزام المؤسسة العسكرية “بإعادة الرهائن إلى الوطن، أحياءً كانوا أم أمواتًا”.