المصدر / غربة نيوز
الجيش المالي يعلن سقوط 149 قتيلا في هجمات إرهابية
لقي ما لا يقل عن 149 جنديًا ماليًا مصرعهم في غضون 24 ساعة إثر سلسلة هجمات إرهابية منسقة نفذتها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التابعة لتنظيم القاعدة، في واحدة من أعنف موجات العنف التي تشهدها البلاد هذا العام. وأكد بيان رسمي صادر عن الجيش المالي أن الهجمات استهدفت مواقع عسكرية شمال ووسط البلاد باستخدام أسلحة ثقيلة وسيارات مفخخة، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة، في وقت تتزايد فيه التهديدات الأمنية في عموم منطقة الساحل الإفريقي
وتُعد هذه الهجمات تصعيدًا خطيرًا في تحركات الجماعات المسلحة المرتبطة بـتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، التي كثّفت من نشاطها المسلح منذ بداية عام 2025، مستغلة حالة الانكشاف الأمني بعد انسحاب القوات الدولية من مالي، وعلى رأسها قوات الأمم المتحدة (مينوسما) والقوات الفرنسية. ويأتي هذا الهجوم بعد شهرين فقط من هجوم سابق في منطقة بوليكيسي أسفر عن مقتل أكثر من 100 جندي مالي، إضافة إلى عملية إرهابية أخرى في مدينة تمبكتو راح ضحيتها عشرات العسكريين، ما يعكس فشل الجهود الوطنية والإقليمية حتى الآن في كبح جماح الجماعات الجهادية
وتعيش مالي، الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، حالة من عدم الاستقرار منذ عام 2012، حين بدأت الجماعات المسلحة بالسيطرة على أجزاء واسعة من الشمال، قبل أن تمتد موجة التطرف إلى مناطق الوسط والجنوب. وتصنَّف الجماعات الموالية لتنظيم القاعدة ضمن أبرز مصادر التهديد لأمن واستقرار مالي ودول الجوار، وتستهدف بانتظام القوات المسلحة المالية والمدنيين على حد سواء، مما يؤدي إلى نزوح الآلاف وتدهور الأوضاع الإنسانية
في ظل هذه الهجمات الإرهابية المتكررة، تتزايد الدعوات إلى ضرورة إعادة تفعيل التنسيق الأمني بين دول الساحل وتعزيز قدرات الجيوش الوطنية، لا سيما في ظل الانقسامات السياسية الإقليمية وتراجع الدعم الدولي. وتواجه الحكومة الانتقالية في باماكو ضغوطًا داخلية وخارجية لتبني استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب في مالي، تشمل الجوانب العسكرية والتنموية والسياسية، خاصة أن الجماعات المسلحة باتت تسيطر على مساحات شاسعة وتفرض نفوذها على السكان المحليين
تؤكد هذه التطورات المتسارعة أن الوضع الأمني في مالي لا يزال هشًا، وأن الصراع بين الدولة والجماعات المسلحة يمر بمرحلة تصعيد جديدة قد تُفضي إلى مزيد من الانفلات، ما لم تتخذ خطوات عاجلة وجدية لتطويق هذا التهديد المتنامي الذي يطال عموم منطقة الساحل وغرب إفريقيا.