المصدر / شيماء مصطفى
شرطي عراقي يواجه الحبس والطرد بسبب رشوة على شكل صندوق عصير
أعلنت وزارة الداخلية العراقية الاثنين عن صدور أحكام قضائية مشددة بحق أفراد دورية شرطة تورطوا في قضية رشوة غير مألوفة تمثلت في تلقي صندوق عصير من إحدى مركبات النقل مقابل التغاضي عن أداء واجبهم، وجاءت الأحكام بعد تحقيقات ومداولات قضائية أثارت اهتمام الرأي العام لما تحمله من رسالة حازمة ضد أي تجاوز وظيفي مهما كان شكله أو قيمته.
تفاصيل الحكم على المتهم الرئيسي
أوضحت الوزارة أن محكمة قوى الأمن الداخلي الأولى أصدرت حكمها بحق أحد أفراد الدورية يقضي بالحبس الشديد لمدة سنتين مع إلزامه بدفع غرامة مالية قدرها مليون ومئة ألف دينار عراقي، وشمل الحكم طرد الشرطي من الخدمة نهائيا بعد اكتساب القرار الدرجة القطعية واعتبار جريمته مخلة بالشرف الوظيفي والأخلاقي.
تغاضي زميل ومعاقبته
لم تقف العقوبات عند حدود المتهم الرئيسي، إذ قررت المحكمة حبس شرطي آخر من أفراد الدورية لمدة ستة أشهر حبسا بسيطا بعدما تبين أنه تغاضى عن الجريمة ولم يبلغ عنها رغم قدرته على منع وقوعها كما أدانته المحكمة بعدم الإخبار عن الحادثة قبل أن تنتشر تفاصيلها في مواقع التواصل الاجتماعي.
تبرئة عنصرين لعدم كفاية الأدلة
في المقابل قضت المحكمة بالإفراج عن عنصرين آخرين من أفراد الدورية لعدم كفاية الأدلة التي تثبت تورطهما في واقعة الرشوة، ما يعكس حرص القضاء على التثبت من الوقائع قبل إصدار الأحكام.
موقف وزارة الداخلية ورسالة إلى الرأي العام
أكدت وزارة الداخلية في بيانها أنها لن تسمح بوجود تصرفات فردية تمس سمعة مؤسساتها أو تحسب على تضحيات رجال الشرطة في مختلف الميادين، وشددت على أن إجراءات المحاسبة ستبقى صارمة بحق كل من يحاول استغلال موقعه الوظيفي لتحقيق مكاسب غير مشروعة حتى لو كانت رمزية مثل صندوق عصير.
دلالة القضية على مكافحة الفساد
تسلط هذه القضية الضوء على توجه السلطات العراقية نحو محاربة الفساد الوظيفي مهما كان حجمه، إذ تحمل العقوبات الصادرة رسالة واضحة بأن الرشوة لا تقاس بقيمتها المادية وإنما بخطرها على ثقة المجتمع بالقانون والمؤسسات الأمنية.