المصدر / شيماء مصطفى
ترامب يسعى إلى شراكات إقليمية والبنتاغون يعيد ترتيب أولوياته في الشرق الأوسط
أنهت وزارة الدفاع الأميركية والقيادة المركزية مراجعة شاملة للمخاطر والخطط العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، في خطوة تعكس توجهات الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب.
ووفق ما أكد مسؤول أميركي لقناتي العربية والحدث، فإن الرئيس ترامب يريد الانتقال من مرحلة الفوضى التي طبعت العقدين الماضيين إلى مرحلة جديدة قوامها التجارة والاستقرار، مع إعادة صياغة العلاقات الأمنية والعسكرية مع دول المنطقة.
تغييرات جذرية في المشهد الإقليمي
التقييم الأميركي للوضع في الشرق الأوسط يشير إلى أن الأوضاع تغيرت بشكل جذري خلال السنوات الأخيرة ،وترى واشنطن أن إيران فقدت الكثير من قدراتها الدفاعية والهجومية، خاصة في مجال الصواريخ والطائرات المسيرة، نتيجة الضربات المتكررة التي تلقتها خلال المواجهات الأخيرة.
كما تراجعت فعالية أذرع إيران في المنطقة، وفي مقدمتها حزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن وحركة حماس في غزة، وهو ما تعتبره الإدارة الأميركية مؤشرا على فرصة سانحة لإعادة بناء التوازنات الإقليمية وفق رؤية جديدة.
نهج جديد يقوم على الشراكات
تتضمن الخطط العسكرية الأميركية الجديدة وضع قواعد مختلفة للتعامل مع التهديدات في الشرق الأوسط، حيث تسعى واشنطن إلى بناء شراكات أعمق مع دول المنطقة بدلا من الاعتماد على الحشود العسكرية التقليدية.
وقال مسؤول أميركي إن بلاده تعمل على تطوير التعاون الدفاعي ومنح الدول الإقليمية قدرات أكبر لحماية أمنها، مشيرا إلى أن الردع في المرحلة المقبلة سيكون مسؤولية مشتركة بين الولايات المتحدة وشركائها في المنطقة.
تركيز على تمكين الحلفاء الإقليميين
لم تعد الولايات المتحدة تميل إلى نشر قوات ضخمة في الشرق الأوسط كما في العقود السابقة، بل تركز الآن على تمكين الحلفاء وتعزيز قدراتهم التقنية والعسكرية للتعامل مع المخاطر المحتملة، وفي مقدمتها خطر الصواريخ والمسيرات الإيرانية.
ويرى المسؤولون الأميركيون أن أي تهديد جديد من طهران سيكون على الأرجح من مسؤولية الدول الإقليمية في الردع، مع تقديم الدعم الأميركي في مجالات الاستخبارات والتسليح والتدريب.
القيادة المركزية تتبنى نهجا مختلفا
تشير المعلومات إلى أن القيادة المركزية الأميركية، بقيادة الأدميرال برادلي كوبر، تتبنى نهجا جديدا يبتعد عن نظرية القوة الساحقة ويعتمد على التنسيق والعمل الجماعي.
كما أوضح وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ماركو روبيو أن الإدارة ستستخدم ما وصفه بـالدبلوماسية القاسية لتحقيق الأهداف الأمنية والسياسية، مع الحفاظ على توازن القوة في المنطقة.
نحو أمن واستقرار دائم في الشرق الأوسط
تسعى إدارة ترامب إلى تحقيق أمن واستقرار حقيقي في الشرق الأوسط من خلال التعاون الوثيق مع الدول العربية، وتوسيع نطاق المناورات المشتركة وتزويد جيوش المنطقة بالمزيد من المعدات والأنظمة الدفاعية المتطورة.
وتؤكد واشنطن أن الهدف لا يقتصر على تحقيق الاستقرار فقط، بل إقامة منظومة دفاعية متكاملة تضمن مواجهة أي تهديدات مستقبلية، خصوصا تلك التي قد تصدر عن إيران أو الميليشيات التابعة لها.