المصدر / القاهرة:غربة نيوز
حرب ايران
في ظل استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على إيران، نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقريرًا من داخل طهران، حيث سلطت الضوء على الوضع الصعب الذي يعيشه المواطنون هناك بسبب التصعيد العسكري وانقطاع الخدمات الأساسية.
وحكت "أناهيتا"، التي تعيش في طهران في الثلاثينات من عمرها، عن الأيام العصيبة التي عاشتها، حيث انقطع الإنترنت عن المدينة لمدة ثلاثة أيام كاملة، مما جعل من المستحيل التواصل مع الآخرين ومعرفة أماكن القصف أو مناطق الإخلاء، ما زاد من حالة الذعر بين السكان. وقالت: "لم نكن نعرف ما الذي يحدث، أي المدن تعرضت للقصف أو ما إذا كانت هناك مناطق يجب إخلاؤها".
وأضافت أناهيتا أن انقطاع الإنترنت لم يكن مجرد مشكلة في التواصل، بل كان له تبعات اقتصادية ثقيلة، حيث فقد الكثيرون وظائفهم نتيجة تعطيل الأنشطة الإلكترونية التي أصبحت أساس الحياة اليومية.
وأشارت إلى أن الحكومة الإيرانية قد اعتقلت العشرات من الأشخاص بتهم التجسس والتعاون مع إسرائيل، وذلك في إطار حملة قمع شديدة ضد المعارضين. وتم الإعلان عن هذه الاعتقالات والإعدامات عبر وسائل الإعلام الحكومية. كما انتشرت دوريات الشرطة ونقاط التفتيش في مختلف أنحاء المدينة، حيث تفتش الشرطة السيارات وتقوم بمصادرة الهواتف المحمولة بشكل عشوائي.
وتطرقت أناهيتا إلى المخاوف من التلوث الإشعاعي الناتج عن القصف على المنشآت النووية الإيرانية، وبالتحديد على محطة بوشهر للطاقة النووية. وقالت إنها تخشى أن يتسبب أي استهداف لهذه المنشأة في كارثة مشابهة لتشرنوبل.
ورغم القصف المستمر، اضطر العديد من المواطنين للعودة إلى طهران، حيث لا يستطيعون تحمل العيش بدون دخل. وأوضحت أن معظم الناس لا يمتلكون مأوى خارج المدينة، مما أجبرهم على العودة إليها رغم المخاطر.
وأضافت أناهيتا أن هناك نقصًا حادًا في البنزين، وأن العديد من المدن، بما في ذلك كرمان، شهدت إغلاقًا جزئيًا للمتاجر والشركات. وأوضحت أن الشركات الخاصة لم تدفع رواتب موظفيها بسبب الظروف الحالية، وأنها لم تتلقَ راتبها الشهري، فيما قال زوجها إن مصنعه قد توقف تمامًا عن الإنتاج.
وأشارت إلى أنه في حال استمرت الحرب دون دفع الرواتب، فإن مدخراتها ستنفد في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، مما يعكس الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه العديد من الإيرانيين في الوقت الحالي.