أكدت حركة "حماس" استمرارها في إجراء مشاورات مكثفة مع الفصائل والقوى الفلسطينية المختلفة، سعياً للتوصل إلى اتفاق شرفي يوقف العدوان على قطاع غزة. وأوضحت الحركة في بيان رسمي أن جهودها مستمرة وعلى مدار الساعة مع الوسطاء والدول المعنية لوقف المعاناة المتصاعدة في ظل الحرب والحصار.
وأشار البيان إلى أن "حماس" تدرك محاولات الاحتلال الإسرائيلي لابتزاز الشعب الفلسطيني من خلال ارتكاب المجازر، لكن الحركة تؤكد تمسكها بالمسؤولية والعقلانية في تسريع الاتصالات لإحراز تقدم نحو وقف العدوان وإنهاء الإبادة الجماعية، إلى جانب تحقيق إعادة الإعمار ورفع الحصار وضمان حياة كريمة لأهالي غزة.
من جهة أخرى، حذر مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة بسام زقوت من تفاقم حدة المجاعة في القطاع، مشيراً إلى أن الوضع الصحي وصل إلى نقطة حرجة مع ارتفاع حالات سوء التغذية بين الأطفال والكبار، وغياب الأدوية والمكملات الغذائية الضرورية، ما يزيد من صعوبة التعامل مع الأزمة.
ولفت زقوت إلى أن المساعدات الإنسانية تصل بشكل محدود وتحت ظروف خطيرة عبر قنوات متعددة، منها ما وصفها بـ"طريق الموت"، حيث استشهد عدد من المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، مؤكداً أن الجوع أصبح آفة تؤثر على غالبية السكان.
على الصعيد الدبلوماسي، دعت دولة فلسطين إلى عقد جلسة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية، لمناقشة التحركات السياسية والقانونية والدبلوماسية اللازمة لمواجهة العدوان الإسرائيلي المتصاعد. وأكد مندوب فلسطين لدى الجامعة العربية، السفير مهند العكلوك، أن الدعوة جاءت في ظل الحصار والمجاعة التي تُفرض كوسيلة إبادة، إلى جانب الانتهاكات الخطيرة بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، منها محاولات الاحتلال تهويد المسجد الإبراهيمي واستهداف كنيسة دير اللاتين في غزة.
وأشار العكلوك إلى أن هذه الانتهاكات تشكل خرقاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، مؤكدًا ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف هذه الممارسات وإيجاد حل عادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويحمي مقدساته.
تستمر الأزمة في غزة بتصاعد مع استمرار العدوان، مما يضاعف من معاناة المدنيين ويستدعي تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي لإنهاء المعاناة وإعادة الأمل للقطاع.