المصدر / شيماء مصطفى

فترة التدريب تمتد لستة أشهر وتشمل مكافحة الإرهاب وحماية المؤسسات

في تطور لافت يعكس التحركات الجارية لما بعد الحرب على غزة، كشفت مصادر مصرية مطلعة أن القاهرة بدأت تدريب آلاف العناصر الأمنية الفلسطينية داخل معسكرات وأكاديميات عسكرية، وذلك في إطار خطة شاملة تهدف إلى تأمين قطاع غزة وضمان الاستقرار بعد انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية.

5 آلاف عنصر تحت التأهيل

بحسب المعلومات، يبلغ عدد العناصر نحو 5 آلاف عنصر أمني فلسطيني، يخضعون لدورة تدريبية تصل مدتها إلى ستة أشهر، تشمل حماية المؤسسات الاستراتيجية والخدمية، مكافحة الإرهاب، حفظ الأمن ومنع التهريب. وأكدت المصادر أن هؤلاء الأفراد تم اختيارهم بعناية لتشكيل قوة احترافية قادرة على فرض الأمن والاستقرار في غزة.

دور مصري محوري

يرى خبراء أن هذه الخطوة تأتي امتدادا للدور المصري التاريخي تجاه القضية الفلسطينية، خاصة في ظل ما تعانيه غزة من دمار واسع وأزمة إنسانية خانقة. وأوضح اللواء أسامة محمود، كبير المستشارين في كلية القادة والأركان، أن تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية يهدف إلى إعدادهم لبيئة أمنية صعبة ومعقدة، استعدادا لمرحلة اليوم التالي للحرب.

لجنة الإسناد المجتمعي وخروج حماس

التدريب يتماشى مع ما تم التوافق عليه في القاهرة عام 2024 بين حركتي فتح وحماس، حيث نص الاتفاق على خروج حماس من المشهد السياسي عند انتهاء الحرب، وتسليم إدارة القطاع إلى لجنة تكنوقراط مستقلة تحت مسمى لجنة الإسناد المجتمعي، تعمل بشكل مباشر مع السلطة الفلسطينية لإدارة القطاعات الأمنية والخدمية.

خطة استراتيجية لإعادة الإعمار

من جانبه أكد اللواء مروان مصطفى، مدير مكتب الإعلام الأمني لمجلس وزراء الداخلية العرب الأسبق، أن هناك خطة متكاملة تشمل الجوانب الأمنية والسياسية والإنسانية، وتقوم على تشكيل لجنة من 15 شخصية فلسطينية من الكفاءات، لتولي إدارة شؤون غزة خلال فترة انتقالية مدتها ستة أشهر، بإشراف عربي ودولي، مع التركيز على إعادة الإعمار وتوفير الخدمات الأساسية.

مشهد إنساني مأساوي

تأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه إسرائيل عملياتها العسكرية للسيطرة على مدينة غزة بالكامل، وسط تصاعد الأزمة الإنسانية وتفاقم معاناة السكان مع نقص الغذاء والدواء وارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية.