المصدر / القاهرة- سمرمنصور
مصر
باريس – 6 أكتوبر 2025
في لحظة فارقة بتاريخ منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، فاز الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار المصري الأسبق، بمنصب المدير العام لليونسكو بعد حصوله على أغلبية ساحقة بلغت 55 صوتًا مقابل صوتين فقط لمنافسه من جمهورية الكونغو.
هذا الفوز يمثل انتصارًا دبلوماسيًا وثقافيًا للعالم العربي والأفريقي.
رمزية الفوز: أول عربي وأفريقي بعد تأسيس اليونسكو
يُعد هذا الفوز الأول من نوعه لعربي ومصري، والثاني من القارة الأفريقية منذ تأسيس المنظمة عام 1945، ويعكس تقدير المجتمع الدولي لدور مصر في الثقافة والتعليم والعلوم، بالإضافة إلى مكانتها التاريخية في حماية التراث العالمي وتعزيز الهوية الحضارية.
طريق النجاح: حملة دبلوماسية واسعة ودعم دولي
بدأ الدكتور خالد العناني حملته الانتخابية منذ أبريل 2023، وقام بجولات شملت أكثر من 60 دولة لعرض رؤيته الشاملة لمستقبل اليونسكو.
حظي بدعم الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية وعدد من الدول الأوروبية الكبرى، بما فيها فرنسا.
ومن المتوقع اعتماد انتخابه رسميًا خلال المؤتمر العام للمنظمة في سمرقند، أوزبكستان في نوفمبر 2025، لتبدأ ولايته الرسمية لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد.
سيرة ومسيرة خالد العناني: لماذا اختير؟
وُلد خالد أحمد العناني عام 1971 في محافظة الجيزة، وتخرج من جامعة حلوان، حيث عمل أستاذًا لعلم المصريات لأكثر من 30 عامًا، وحصل على الدكتوراه من جامعة بول فاليري مونبلييه في فرنسا.
شغل منصب وزير الآثار ثم وزير السياحة والآثار بين 2016 و2022، وقاد مشاريع كبرى مثل المتحف القومي للحضارة المصرية وموكب المومياوات الملكية، كما نال عدة أوسمة دولية تقديرًا لإسهاماته في الثقافة وحماية التراث.
رؤية خالد العناني لليونسكو: التحديث والانفتاح الرقمي
أكد العناني التزامه بأن تكون اليونسكو أكثر شفافية وفاعلية، مع التركيز على تحديث هيكل المنظمة وتعزيز دور التكنولوجيا والرقمنة في البرامج، مع الحفاظ على استقلالية المنظمة.
كما شدد على أن اليونسكو ليست مجرد منظمة ثقافية، بل كيان شامل لتعزيز حقوق الإنسان والتعليم والبحث العلمي والتنوع الثقافي.
التحديات المقبلة: تمويل واستقلالية المنظمة
يواجه المدير العام الجديد تحديات كبرى أبرزها الأزمة المالية بعد انسحاب الولايات المتحدة في 2026، ما يؤدي لخسارة نحو 75 مليون دولار سنويًا، أي نحو 8% من ميزانية اليونسكو.
وسيعمل على تنويع مصادر التمويل من خلال التعاون مع القطاع الخاص والدول الأعضاء، مع الحفاظ على التوازن السياسي واستقلالية القرارات في مواجهة تحديات حماية التراث العالمي ومواجهة آثار النزاعات والكوارث المناخية.
ردود الفعل الدولية والإقليمية
لقي فوز خالد العناني ترحيبًا واسعًا على المستويين العربي والدولي، حيث أشاد الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية بالفوز، مؤكدين أنه يمثل انتصارًا للثقافة العربية والأفريقية.
وفي مصر وصف الرئيس عبد الفتاح السيسي الفوز بأنه إنجاز دبلوماسي وثقافي كبير يعكس المكانة التي وصلت إليها مصر على الصعيد الدولي.
رمزية عربية ودبلوماسية مؤثرة
يمثل انتخاب خالد العناني حدثًا فاصلًا في تاريخ تمثيل العرب داخل المنظمات الدولية، ويمثل دفعة قوية للدبلوماسية الثقافية العربية وفتح آفاق جديدة للتعاون بين العالم العربي واليونسكو في مجالات التعليم، التراث، والقيم الإنسانية.