المصدر / شيماء مصطفى
تصعيد جديد في دارفور بعد قصف مركز إيواء والجيش يواصل معاركه ضد الدعم السريع
تواصلت مأساة المدنيين في إقليم دارفور مع تصاعد حدة القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إذ قتل ثلاثون شخصا على الأقل في هجوم نفذته طائرة مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع على مخيم للنازحين في مدينة الفاشر بشمال دارفور.
وأفادت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، وهي مجموعة محلية ترصد انتهاكات الحرب، أن القصف استهدف مركز إيواء للنازحين في حي درجة بالمدينة، ما أدى إلى مقتل العشرات بينهم نساء وأطفال، مشيرة إلى أن بعض الجثث لا تزال عالقة داخل خنادق حفرها السكان طلبا للحماية.
استمرار المعارك في الفاشر رغم فك الحصار
جاء القصف بعد أيام من إعلان الجيش السوداني كسر الحصار الجوي المفروض على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث تمكنت طائراته أواخر سبتمبر من إسقاط مساعدات إنسانية على المدينة المحاصرة، في خطوة تعد الأولى منذ شهور.
ورغم ذلك، تشهد الفاشر منذ أسابيع معارك عنيفة، مع استمرار قوات الدعم السريع في محاولاتها التقدم نحو مركز المدينة التي تعد آخر معقل رئيسي للجيش في إقليم دارفور.
تصاعد القتال في دارفور وكردفان
المواجهات بين الجانبين لا تقتصر على دارفور فقط، بل تمتد إلى مناطق أخرى مثل كردفان، حيث تزايدت وتيرة الهجمات منذ تمكن الجيش من استعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم.
وخلال الأشهر الماضية، كثفت قوات الدعم السريع استخدام الطائرات المسيرة، خاصة ما تعرف بـ المسيرات الانتحارية، التي أصبحت سلاحا مؤثرا في ميدان القتال.
تحذيرات دولية من كارثة إنسانية
الأمم المتحدة أعربت مرارا عن قلقها العميق إزاء الأوضاع الإنسانية في الفاشر، مؤكدة أن نحو مليون شخص محاصرون داخل المدينة ومخيماتها، ويعانون نقصا حادا في الغذاء والمياه والخدمات الأساسية.
وتصف المنظمة الدولية ما يجري في السودان بأنه أكبر أزمة نزوح وجوع يشهدها العالم حاليا، إذ تسببت الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف في مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها.