المصدر / شيماء مصطفى
"الضربات لم تُنهِ البرنامج.. لكنها زادت طموح طهران النووي"
ضربات أميركية تؤجج التوتر: طهران أكثر إصراراً على امتلاك القنبلة النووية
كشف مسؤولون أوروبيون أن الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة مؤخراً على منشآت نووية في إيران ساهمت في تأجيج الغضب داخل طهران، وزادت من تصميم قادتها على السعي نحو امتلاك سلاح نووي، بدلاً من ردعهم عن ذلك الهدف.
وبحسب ما نقلته صحيفة واشنطن بوست، أشار ثلاثة مسؤولين أوروبيين إلى أن الهجمات الأميركية وفّرت لإيران ما وصفوه بـ"حافز جديد" لتطوير برنامجها النووي بسرية أكبر، وسط حالة من التوتر المتصاعد وانسداد الأفق الدبلوماسي.
أضرار جسيمة دون توقف البرنامج
وأوضح المسؤولون أن الضربات استهدفت مواقع حيوية، أبرزها منشآت التخصيب في فوردو ونطنز، إضافة إلى مجمع أصفهان النووي، وتسببت في أضرار كبيرة، لكنها لم تؤدِّ إلى إنهاء البرنامج النووي الإيراني. وأشاروا إلى أن التقييمات الأوروبية الأولية تؤكد استمرار قدرة طهران على مواصلة نشاطها النووي، رغم الخسائر الفنية التي لحقت ببعض المنشآت.
دبلوماسية متعثرة وآمال ضئيلة
في المقابل، ورغم التصعيد الأخير، لا تزال إيران تعلن رغبتها في التوصل إلى حل دبلوماسي، لكنها تطالب بردود واضحة من واشنطن قبل العودة إلى طاولة المفاوضات. ويؤكد المسؤولون الأوروبيون أن استئناف المفاوضات بات أكثر تعقيداً، في ظل تراجع الثقة المتبادل وتنامي الشكوك حول النوايا الحقيقية للطرفين.
ويعترف الأوروبيون بأن فرص إحياء الاتفاق النووي تبدو ضعيفة في المرحلة الراهنة، خاصة بعد أن أربكت الحملة العسكرية الإسرائيلية المسار الذي بدأته الإدارة الأميركية السابقة، والتي كانت تسعى حينها لإحياء الاتفاق بشروط جديدة.
مستقبل غامض بانتظار تقييم شامل
أحد المسؤولين الأوروبيين أوضح أن مستقبل أي مفاوضات جديدة سيتوقف على حجم الضرر الذي أصاب القدرات النووية الإيرانية، وعلى مدى قدرة طهران على إعادة بناء بنيتها التحتية النووية. وأضاف أن اتخاذ قرارات استراتيجية بهذا الشأن سيحتاج إلى وقت وتقديرات دقيقة.