المصدر / شيماء مصطفى

بعد اشتباكات دامية.. دمشق تفرض حظر تجول والرئاسة الروحية الدرزية ترحّب بالانتشار العسكري

الجيش السوري يدخل السويداء للمرة الأولى منذ سقوط الأسد وسط ترحيب درزي وحظر تجول شامل

دخلت قوات الجيش السوري، صباح الثلاثاء، مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، في أول انتشار رسمي لها منذ سقوط نظام بشار الأسد وتولي الرئيس أحمد الشرع الحكم، وذلك بعد يومين من اشتباكات عنيفة بين فصائل محلية ومسلحين من عشائر البدو.

وأعلنت وزارة الدفاع السورية أن وحدات من الجيش بدأت الانتشار داخل المدينة، فيما فرضت وزارة الداخلية حظر تجول "حتى إشعار آخر"، داعية السكان إلى التزام منازلهم، في ظل ما وصفته بمحاولات "مجموعات خارجة عن القانون" للفرار إلى وسط المدينة.

وجاء هذا التطور بعد دعوات من الزعامة الروحية الدرزية للمسلحين المحليين بإلقاء السلاح والتعاون مع السلطات، إذ رحبت الهيئة الدينية المقربة من الشيخ حكمت الهجري بدخول القوات الحكومية، داعية إلى بدء حوار شامل مع الدولة لإعادة الاستقرار وتفعيل مؤسساتها.

وفي السياق ذاته، صرّح العميد أحمد الدالاتي، قائد الأمن الداخلي في السويداء، أن الانتشار يتم بالتنسيق بين وزارتي الدفاع والداخلية، بهدف إعادة فرض الأمن والنظام بعد تصاعد التوترات الأمنية التي أودت بحياة عشرات المدنيين والعسكريين.

تعزيزات ومخاوف إقليمية

مراسل "فرانس برس" أفاد بسماع دوي انفجارات في محيط قرية المزرعة على تخوم المدينة، مع دخول أرتال عسكرية مزوّدة بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ. وتحدثت مصادر ميدانية عن استمرار الاشتباكات في بعض القرى والبلدات.

وفي تطور لافت، أعلنت إسرائيل أنها استهدفت دبابات سورية في المنطقة، محذرة من المساس بأبناء الطائفة الدرزية، ما يعكس تصاعد القلق الإقليمي من تداعيات الوضع الميداني في الجنوب السوري.

مقتل جنود واختطاف عناصر أمن

وزارة الدفاع السورية كشفت عن مقتل 18 جنديًا في الهجمات الأخيرة، بينما أكدت الداخلية اختطاف عدد من عناصرها خلال عملية الانتشار. وذكرت أن قوات الأمن، بالتعاون مع الجيش، بدأت عمليات عسكرية محددة لملاحقة العناصر المتورطة في التصعيد، مشيرة إلى أن الوضع في حي المقوّس شهد مواجهات دامية بين الفصائل المسلحة والعشائر.

وفي موازاة ذلك، نفذت قوى الأمن الداخلي في محافظة درعا انتشارًا أمنيًا مكثفًا على الحدود مع السويداء، تحسبًا لأي امتداد للتوترات.

رسالة دمشق للمجتمع الدولي

وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، شدد في تصريحات لـ"العربية/الحدث" على أن الدولة وحدها صاحبة الحق في حمل السلاح، رافضًا أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية السورية، ومؤكدًا أن بلاده بدأت تستعيد موقعها في المحيطين العربي والدولي.