المصدر / غربة نيوز
تصعيد عسكري جديد في شمال كردفان والسيطرة على مناطق استراتيجية
شهدت ولاية شمال كردفان بالسودان تصعيدًا عسكريًا جديدًا بعد فترة من الهدوء النسبي، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة تمكنت خلالها قوات الدعم السريع من السيطرة على مناطق جديدة في غرب وشرق الولاية.
أعلنت قوات الدعم السريع في بيان رسمي سيطرتها على منطقتي أم صميمة وأم سيالة الواقعتين شمال وغرب الولاية، عقب معارك وصفها البيان بـ"الحاسمة" ضد الجيش السوداني وقوات متحالفة معه. وأكد البيان أن القوات استولت على عدد كبير من العربات القتالية والأسلحة، وما زالت تجري عمليات تمشيط وتوثيق في المناطق التي سيطرت عليها. كما أعلنت إسقاط طائرة مسيرة من طراز "إكنجي" في محور أم صميمة.
في سياق متصل، تشهد مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، تصاعدًا في الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، خاصة في المحور الجنوبي، وسط قصف مدفعي وهجمات باستخدام الطائرات المسيرة. المدينة تعيش حالة من التوتر الشديد منذ أكثر من عام ونصف، مع استمرار المعارك المتواصلة.
في ظل تفاقم الأوضاع، دعا الطاهر أبوبكر حجر، عضو المجلس الرئاسي ورئيس تجمع قوى تحرير السودان، سكان الفاشر إلى مغادرة المدينة فورًا، محذرًا من خطورة الوضع الأمني والإنساني، ومؤكدًا أن قوات الدعم السريع تسهل حركة المدنيين وتعمل على تأمين مساعدات إنسانية لهم بالتعاون مع المنظمات المعنية.
من جهته، وصف الهادي إدريس، عضو المجلس الرئاسي وحاكم إقليم دارفور، الفاشر بأنها منطقة عمليات عسكرية غير آمنة، داعيًا المدنيين إلى الخروج نحو منطقة قرني على البوابة الشمالية الغربية، حيث تتواجد قوات حركة تحرير السودان لتأمينهم ونقلهم إلى مناطق آمنة مثل كورما، التي توفر الخدمات الأساسية للنازحين.
الأوضاع الإنسانية في الفاشر مزرية، حيث نزح أكثر من مليوني شخص بسبب الصراع، ويواجه النازحون ظروفًا صعبة من نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية. وأفادت تقارير بانتشار سوء التغذية في مخيمات النازحين، خصوصًا في معسكر أبو شوك.
كما شهدت بوابات الفاشر إغلاقًا من قبل الجيش والقوات المتحالفة، ما منع خروج العديد من المدنيين رغم محاولاتهم الفرار من مناطق النزاع، مما زاد من معاناة السكان المحاصرين.
في المقابل، طالب والي شمال دارفور المدنيين بالبقاء داخل المدينة، ووعد بتقديم مساعدات محلية رغم تفاقم الأزمة المعيشية وانتشار المجاعة.
في ظل هذه التطورات، تتصاعد المطالبات المحلية والدولية بفتح تحقيقات مستقلة في الانتهاكات، وضمان حرية تنقل المدنيين وحمايتهم، إلى جانب تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة في الفاشر وشمال كردفان.