المصدر / شيماء مصطفى
المعارضة تحذر من كارثة استراتيجية.. وخبراء يرون غزة فخاً بلا مخرج
نتنياهو يغامر باحتلال غزة مجددًا
المعارضة: القرار "كارثي" ويحقق أهداف حماس.. وتصعيد بلا أفق يزيد عزلة إسرائيل
أثار قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) بإعادة احتلال قطاع غزة على مراحل، عاصفة من الانتقادات داخل إسرائيل، حيث وصف زعيم المعارضة يائير لابيد هذه الخطوة بأنها "كارثة" ستقود إلى سلسلة من الأزمات السياسية والعسكرية والإنسانية.
لابيد اتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالرضوخ لضغوط وزيري الأمن القومي والمالية، واعتبر أن القرار يخالف توصيات القيادات العسكرية والأمنية، مضيفاً أن "حماس تسعى لإبقاء إسرائيل غارقة ميدانياً في غزة من دون هدف واضح، والقرار الحالي يخدم هذا المخطط".
وبحسب البيان الرسمي الصادر عن مكتب نتنياهو، فقد أقر الكابينت خطة للسيطرة على غزة، بما في ذلك نقل سكان المدينة جنوباً وتجهيز الجيش لتوسيع العمليات على مراحل، وصولاً إلى احتلال كامل للقطاع.
وتشير التسريبات الإسرائيلية إلى نية تجنيد ست فرق عسكرية لفرض سيطرة شاملة على غزة، في وقت أكدت فيه مصادر لموقع "أكسيوس" الأميركي أن حصاراً عسكرياً سيُفرض على المسلحين التابعين لحماس.
قلق داخلي وتحذيرات أمنية
يتزايد القلق داخل الأوساط السياسية والأمنية من تداعيات هذا القرار، وسط تحذيرات من عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس من أن التصعيد العسكري قد يُعرض حياة أحبائهم للخطر. وخرجت مظاهرات أمام مقر اجتماع الكابينت في القدس، شارك فيها ذوو الرهائن مطالبين بوقف التصعيد.
كذلك عبّر مسؤولون أمنيون كبار سابقون عن معارضتهم للخطة، محذرين من أن الاحتلال الكامل للقطاع سيكون بمثابة "ورطة عسكرية" لا تحقق مكاسب استراتيجية توازي كلفتها، لا سيما مع سيطرة إسرائيل أصلاً على نحو 75% من القطاع الذي دمرته الحرب المستمرة منذ 22 شهراً.
انعكاسات دولية وسيناريو غامض
يأتي القرار في ظل ضغوط دولية متزايدة، وعزلة دبلوماسية تتفاقم مع كل تصعيد، في وقت تشير فيه وثائق أوروبية إلى أن التفاهم مع إسرائيل بشأن مستقبل غزة لا يزال بعيدًا عن التنفيذ.
ومع بلوغ عدد القتلى من الجانبين مستويات غير مسبوقة، ووسط انسداد الأفق السياسي، تُطرح تساؤلات حادة داخل إسرائيل وخارجها:
هل يملك نتنياهو خطة لما بعد غزة؟ أم أن قراره الأخير هو مجرد مقامرة سياسية لكسب الوقت في معركة داخلية تتصاعد حدتها يوماً بعد يوم؟