المصدر / القاهره- سمرمنصور
اسرائيل
استطلاع يكشف: نتنياهو في مأزق داخلي ومخاوف الإسرائيليين تتجاوز حدود الدولة
في مؤشر جديد على عمق الأزمة السياسية التي تمر بها إسرائيل، كشف استطلاع للرأي عن تراجع غير مسبوق في شعبية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وسط تزايد مشاعر الغضب الشعبي واتهامات مباشرة له بالفشل في إدارة الدولة، خاصة في ظل تداعيات حرب غزة.
ووفقًا للاستطلاع، طالب 62% من الإسرائيليين برحيل نتنياهو فورًا، محمّلين إياه مسؤولية القصور الأمني في الهجوم المفاجئ الذي وقع في 7 أكتوبر. اللافت أن هذا الغضب لا يقتصر على خصومه التقليديين، بل امتد ليشمل جزءًا من قاعدته الانتخابية، ما يعكس تآكل الثقة في قيادته حتى داخل المعسكر اليميني.
سياسيًا، تزداد العزلة الداخلية التي يواجهها رئيس الوزراء، بينما يعاني من أزمة ثقة غير مسبوقة قد تطيح بحكومته، خاصة في ظل التململ المتزايد داخل ائتلافه الهش.
خارجيًا، لا تبدو الصورة أفضل. فقد أظهرت نتائج الاستطلاع ذاته أن 56% من الإسرائيليين باتوا يخشون السفر إلى أوروبا، على خلفية تصاعد موجات العداء الشعبي لحملة إسرائيل العسكرية، ومواقف أوروبية رافضة للسياسات الحالية، سواء على مستوى الشارع أو البرلمانات.
ويرى مراقبون أن هذه الأرقام تعكس "عزلة مركبة" تعاني منها إسرائيل: داخلية بسبب انقسام المجتمع واحتقان سياسي متصاعد، وخارجية بفعل تنامي العزلة الدولية والغضب الشعبي من ممارسات الجيش في قطاع غزة.
وسط هذه المعطيات، يبدو أن نتنياهو يقف على مفترق طرق حرج، حيث يتآكل رصيده السياسي سريعًا، فيما يزداد شعور الإسرائيليين بأنهم يدفعون ثمنًا باهظًا داخليًا وخارجيًا بسبب قرارات سياسية وُصفت بالأنانية والخطيرة.