المصدر / شيماء مصطفى
إدانة تاريخية لقائد الجنجويد بعد محاكمة امتدت سنوات في لاهاي بتهم القتل والاغتصاب والتعذيب في دارفور.
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، الاثنين، حكما بإدانة قائد في ميليشيا الجنجويد السودانية، علي محمد علي عبد الرحمن المعروف باسم علي كوشيب، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب التي استمرت عقدين في إقليم دارفور غربي السودان.
21 تهمة ضد كوشيب
ووجهت المحكمة إلى كوشيب 21 تهمة جنائية، من بينها القتل والاغتصاب والتعذيب والنهب والمعاملة الوحشية، وأكد المدعون أن المتهم كان أحد القادة البارزين في ميليشيا الجنجويد العربية، وشارك بحماسة في تنفيذ هذه الجرائم التي طالت المدنيين في دارفور.
ومن المقرر أن تحدد المحكمة مدة العقوبة في جلسات لاحقة، بعد استكمال المداولات الخاصة بتقييم الأدلة والدفوع.
نفي وتبرؤ
وفي المقابل، أنكر كوشيب مسؤوليته عن الجرائم المنسوبة إليه، مشددا على أنه ليس الشخص المطلوب للمحكمة، وقال أمام القضاة إنه بريء من جميع الاتهامات.
من هو علي كوشيب؟
وُلد كوشيب عام 1957 في منطقة وادي صالح بغرب دارفور، ونشأ في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، وتحديدا في حي يُعرف باسم الخرطوم بالليل.
انخرط في العمل العسكري مبكرا، وانضم إلى قوات شرطة الاحتياطي المركزي المعروفة شعبيا بـأبو طيرة، وهي القوة التي استخدمها نظام الرئيس المعزول عمر البشير لمواجهة الحركات المتمردة في دارفور.
أمر قبض دولي
في أبريل 2007، أصدرت الدائرة الابتدائية في المحكمة الجنائية الدولية أمرا بالقبض على كوشيب، بعد أن وُجهت إليه لائحة اتهام تضمنت خمسين تهمة تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وبعد صدور أمر الاعتقال، ظل كوشيب متواريا عن الأنظار لسنوات، إلى أن سلّم نفسه طواعية إلى المحكمة عام 2020، عقب سقوط نظام البشير.
تسليم طوعي بعد سقوط البشير
بحسب تقارير إعلامية، توجه كوشيب إلى جمهورية إفريقيا الوسطى عبر الحدود البرية، حيث سلّم نفسه هناك، قبل أن تنقله مروحية تابعة للأمم المتحدة إلى العاصمة بانغي، ومنها تم ترحيله إلى لاهاي في هولندا، مقر المحكمة الجنائية الدولية.
وتفيد تقارير سودانية بأنه اتخذ هذه الخطوة بعد تلقيه معلومات عن نية الحكومة الانتقالية تسليمه للمحكمة.
تصريح مفاجئ أمام القضاة
وخلال جلسة لاحقة بعد مرور أربع سنوات على تسليمه نفسه، فاجأ كوشيب القضاة بتصريح مثير، قائلا ،أنتم تحاكمون الشخص الخطأ، أنا لست عبد الرحمن كوشيب، ولا أعرف شخصا بهذا الاسم، مؤكدا أنه سلّم نفسه فقط لتبرئة اسمه من التهم.