المصدر / شيماء مصطفى
تحرك أمريكي جديد لإحياء الحوار بين دمشق والإدارة الذاتية بعد تعثر المفاوضات
في ظل تعثر المحادثات بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام في دمشق، التقى المبعوث الأمريكي توم برّاك، قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، في زيارة إلى شمال شرقي سوريا، جاءت بعد يوم واحد فقط من الانتخابات البرلمانية التي جرت داخل البلاد دون مشاركة محافظات الرقة والحسكة.
برّاك، الذي لعب خلال الفترة الماضية دور الوسيط لتقريب وجهات النظر بين الجانبين، أوضح في منشور عبر حسابه على منصة إكس أنه أجرى محادثات مع عبدي، مشيرا إلى أن الزيارة تأتي في إطار تعزيز رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تهدف إلى منح السوريين فرصة للاتحاد من أجل بناء السلام والازدهار في بلادهم.
مجلس سوريا الديمقراطية ينتقد الانتخابات
أثارت الانتخابات البرلمانية التي شهدتها سوريا يوم الأحد الماضي جدلا واسعا بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات تأجيل التصويت في محافظات السويداء والرقة والحسكة بسبب ما وصفته بـالتحديات الأمنية.
مجلس سوريا الديمقراطية، الذراع السياسي لقوات قسد، أصدر بيانا أكد فيه أن الانتخابات لا تعبّر عن إرادة جميع السوريين، مشيرا إلى أنها استبعدت مناطق واسعة ومكونات أساسية من المجتمع السوري.
اتفاق سابق بين دمشق وقسد
يُذكر أن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي كان قد وقّع في مارس الماضي اتفاقا مع الرئيس السوري أحمد الشرع، يقضي بدمج قوات قسد في الجيش الجديد، مع ضمان حقوق الأكراد دستوريا، إضافة إلى بنود أخرى تتعلق بعودة النازحين وإدارة الموارد النفطية والمعابر الحدودية ومحاربة فلول النظام السابق.
وعقب الاتفاق، بدأت المفاوضات بين الجانبين بشكل علني للمرة الأولى، غير أن العقبات سرعان ما عرقلت استمرارها ،فقد تمسكت الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا بخصوصية قوات قسد ضمن هيكل الجيش، بينما رفضت دمشق هذا الطرح بشكل قاطع.
الخلاف حول شكل الدولة
يرى مراقبون أن الخلاف الجوهري بين الطرفين يتمحور حول طبيعة نظام الحكم في سوريا ،ففي حين يطالب الجانب الكردي بإقامة دولة لا مركزية تضمن تمثيلا أوسع للمناطق، تصر الحكومة السورية على مركزية الدولة واحتفاظها بسلطتها على جميع المناطق.
ويُعد اللقاء الأخير بين توم برّاك ومظلوم عبدي محاولة جديدة من واشنطن لإحياء الحوار بين دمشق والإدارة الذاتية، بعد أشهر من الجمود السياسي الذي تزامن مع اضطرابات أمنية في الشمال الشرقي وتزايد الضغوط الإقليمية والدولية على الملف السوري.