المصدر / شيماء مصطفى
200 مقاتل يشتبكون عند المدخل الغربي.. ووزير الطوارئ: لا يمكن حصر أعداد النازحين
شهدت محافظة السويداء جنوب سوريا، مساء الجمعة، تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي العشائر والفصائل الدرزية عند المدخل الغربي للمدينة، وسط حالة من الفوضى الأمنية والنزوح الجماعي للسكان.
ووفق ما أفادت به وكالة "فرانس برس"، فإن ما يقرب من 200 مسلح من العشائر يهاجمون مواقع تابعة للفصائل باستخدام الأسلحة الثقيلة، في معركة مفتوحة تسببت في سقوط عشرات القتلى والجرحى، دون أن تلوح أي مؤشرات على التهدئة.
هذا التصعيد دفع آلاف العائلات إلى الفرار من المدينة. وصرّح وزير الطوارئ السوري، رائد الصالح، لقناة "العربية/الحدث"، بأن نحو 8 آلاف شخص نزحوا حتى الآن إلى محافظة درعا، حيث تم تجهيز 6 مراكز إيواء. كما لفت إلى صعوبة تقدير العدد النهائي للنازحين بسبب استمرار الاشتباكات.
محافظ درعا، أنور طه الزعبي، أكد بدوره أن المحافظة تعيش "حالة طوارئ إنسانية"، مشيرًا إلى وصول أكثر من 2500 عائلة خلال الأيام الأخيرة، معظمهم من العشائر والعوائل الدرزية، وسط جهود حكومية لتوفير المساعدات الأساسية.
وفي السياق، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن عدد النازحين من السويداء تجاوز 79 ألف شخص منذ 13 يوليو، محذرة من انهيار شبه كامل في البنية التحتية داخل المدينة، بما في ذلك الكهرباء والماء والوقود، مما يعيق عمليات الإجلاء والإنقاذ.
وفي محاولة لتنسيق الاستجابة، أعلنت الحكومة السورية عن تشكيل غرفة عمليات تضم ممثلين من الوزارات، ومنظمات الإغاثة، والدفاع المدني، وقال وزير الطوارئ إن الغرفة قدمت العلاج لأكثر من 570 جريحاً، وأجلت مئات العائلات، ونقلت 87 جثة من ضحايا الاشتباكات.
وجاءت هذه التطورات بعد أن تصاعد التوتر منذ 13 يوليو، حيث بدأت الاشتباكات بين عشائر بدوية ومسلحين داخل السويداء، تلاها تدخل أمني سوري، أعقبه انسحاب مفاجئ للقوات الحكومية بعد اتفاق لوقف إطلاق النار. وازداد الوضع تعقيدًا بعد تنفيذ إسرائيل غارات على أهداف عسكرية سورية، شملت آليات كانت في طريقها إلى السويداء.