المصدر / شيماء مصطفى
تحرك عربي مكثف واتهامات دولية لإسرائيل بالتطهير العرقي في غزة
على وقع قرار نتنياهو باحتلال غزة.. مسؤول فلسطيني، إسرائيل تدفع نحو تهجير جماعي والشعوب العربية تتحرك
في تصعيد جديد يهدد بإشعال المنطقة، أكد مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، أن خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة، تمثل خطوة خطيرة تستهدف دفع الفلسطينيين إلى الهجرة القسرية، وتهدد أرواح الملايين تحت نيران الحرب.
وفي حديث خاص"، شدد منصور على أن مواجهة هذا القرار تتطلب تحركاً يتجاوز بيانات التنديد إلى تشكيل تيار ضاغط داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه، للالتفاف حول خيار السلام، وإنهاء الاحتلال، والانسحاب من الأراضي الفلسطينية، وصولاً إلى تحقيق حل الدولتين.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس وصف الخطة الإسرائيلية بأنها "جريمة جديدة" تضاف إلى سلسلة الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، بما فيها القدس، مشدداً على أن التهجير القسري يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
موقف سعودي حاد واتصالات إقليمية ودولية
وزارة الخارجية السعودية أصدرت بياناً حاد اللهجة، ندّدت فيه بـ"أقوى وأشد العبارات" بخطة الاحتلال، متهمة إسرائيل بارتكاب جرائم تجويع وتطهير عرقي وممارسات وحشية ضد الشعب الفلسطيني، ومؤكدة أن هذه القرارات اللاإنسانية تكشف مجدداً تجاهل سلطات الاحتلال للروابط التاريخية والقانونية للشعب الفلسطيني بأرضه.
ومنذ إعلان الخطة، كثّفت الرياض تحركاتها الدبلوماسية؛ حيث أجرى وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان اتصالات مع نظرائه في تركيا وألمانيا وفرنسا ومصر، بحث خلالها التداعيات الأمنية والإنسانية للخطوة الإسرائيلية، وأهمية تكثيف الضغط الدولي لوقف الحرب وإنهاء المعاناة.
الباحث السياسي السعودي، الدكتور سالم اليامي، أوضح أن البيان السعودي عبّر عن غضب شديد وانتقاد واضح لعجز المواقف الدولية ومجلس الأمن عن القيام بدوره في حفظ السلم، مشيراً إلى أن الممارسات الإسرائيلية تدفع نحو انسداد أفق الحلول السلمية وإعادة الصراع إلى مربعاته الأولى.
إدانة عربية – إسلامية مشتركة
اللجنة الوزارية العربية – الإسلامية برئاسة السعودية، دانت بدورها إعلان الاحتلال، واعتبرته تصعيداً خطيراً وامتداداً لانتهاكات جسيمة تشمل القتل والتجويع والتهجير القسري وضم الأراضي، مطالبة بوقف فوري للعدوان ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ترقى إلى الإبادة، وتنفيذ مخرجات مؤتمر التسوية السلمية الذي استضافته نيويورك مؤخراً.
تفاصيل الخطة الإسرائيلية
بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، من المقرر أن يصادق مجلس الوزراء الإسرائيلي اليوم على الخطة التي أقرها الكابينت المصغر، والتي تتضمن استخداماً مكثفاً للنيران و"القضم" التدريجي لمناطق في مدينة غزة، مع تطويق المدينة وإجلاء نحو مليون فلسطيني إلى مناطق جديدة داخل القطاع، وإنشاء 12 نقطة إضافية لتوزيع الطعام خارج نطاق القتال، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها تهدف إلى دفع المدنيين للنزوح جنوباً.
وبينما تستعد إسرائيل لتنفيذ هذه الخطة، تتصاعد الدعوات الإقليمية والدولية لوقف التصعيد، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية واسعة قد تدفع الأوضاع في غزة والمنطقة إلى حافة الانفجار.