المصدر / سمر فتحي
قارب الموت إلى الكناري.. رحلة هروب تنتهي بمجزرة
أفادت وسائل إعلام إسبانية بأن الشرطة فتحت تحقيقًا واسعًا في حادثة مأساوية بعد العثور على جثث عدد من المهاجرين قرب جزر الكناري، يُعتقد أنهم قُتلوا على أيدي مهاجرين آخرين كانوا على متن القارب نفسه.
وذكر موقع غربة نيوز، أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن مجموعة تضم ما بين 20 و30 مهاجرًا قد تكون متورطة في ارتكاب جرائم قتل خلال الرحلة البحرية.
وتشير الشبهات إلى أن الضحايا تعرضوا للاعتداء بعد اتهامهم بسرقة مياه الشرب أو ممارسة أعمال الشعوذة على متن القارب.
وبحسب الشرطة، فإن التحقيق يشمل وفاة ما يقرب من 70 شخصًا خلال الرحلة، وقد جرى بالفعل تنفيذ الاعتقالات الأولى في إطار القضية، حيث سيتم إحالة الموقوفين إلى الجهات القضائية المختصة بعد استجوابهم.
وكان القارب قد أمضى أكثر من أسبوع في عرض البحر قبل أن يتمكن خفر السواحل الإسباني من إنقاذ ركابه على بعد نحو 265 ميلاً من جزر الكناري.
وروى الناجون أن عددًا من المهاجرين فقدوا حياتهم بسبب الجوع والعطش، فيما أقدم آخرون على القفز في مياه المحيط نتيجة معاناتهم القاسية واليأس من النجاة.
وبينما لم يتضح بعد ما إذا كان بين الضحايا نساء أو أطفال، وأكدت السلطات أن فرق الإنقاذ تمكنت من إنقاذ 251 مهاجرًا، في حين أشار الناجون إلى أن عدد الركاب عند بداية الرحلة بلغ نحو 320 شخصًا، ما يعني فقدان عشرات الأرواح خلال الرحلة.
وفي بيان رسمي، شددت الشرطة الإسبانية على أنها تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لكشف ملابسات ما حدث، مؤكدة أنها ستعلن عن التفاصيل النهائية بمجرد استكمال التحقيقات وجمع الأدلة.
وتُعد جزر الكناري، إلى جانب السواحل الجنوبية لإسبانيا، واحدة من أبرز نقاط الوصول للمهاجرين غير النظاميين القادمين من إفريقيا في محاولة للعبور إلى أوروبا.
وتشير تقارير المنظمات الحقوقية إلى المخاطر الكبيرة التي يواجهها المهاجرون في هذه الرحلات البحرية، وكانت منظمة كاميناندو فرونتيراس قد أعلنت في ديسمبر 2024 أن ما يقارب 10.5 آلاف مهاجر لقوا حتفهم عند الحدود الإسبانية خلال العام، معظمهم في محيط جزر الكناري.
وتعكس هذه الحادثة المأساوية حجم المخاطر والظروف القاسية التي يتعرض لها المهاجرون في رحلاتهم عبر البحر، وسط دعوات متجددة من منظمات إنسانية لتكثيف الجهود الدولية لحماية المهاجرين وتأمين طرق هجرة أكثر أمانًا.