المصدر / شيماء مصطفى
شركة "ماراثون فيوجن" تزعم تحقيق إنجاز ثوري بتحويل الزئبق إلى ذهب عبر مفاعل اندماج نووي.. فهل نقترب من اقتصاد جديد للطاقة والمعادن؟
من الأسطورة إلى المختبرات.. "ماراثون فيوجن" تعلن تصنيع الذهب داخل مفاعل نووي
في إعلان علمي صادم أشبه بمشهد من روايات الخيال العلمي، فجّرت شركة "ماراثون فيوجن" مفاجأة من العيار الثقيل، مؤكدة أنها نجحت في تحويل الزئبق إلى ذهب باستخدام مفاعل اندماج نووي من نوع "توكاماك"، في خطوة وُصفت بأنها "أقرب ما تكون إلى الخيمياء الحديثة".
وبحسب بيان الشركة، جرى تحويل نظير الزئبق-198 إلى ذهب-197 عبر تفاعل نووي عالي التعقيد، يعتمد على امتصاص النيوترونات وتغير البنية الذرية للعنصر. الشركة وصفت الإنجاز بأنه "لحظة تحول في التاريخ العلمي والاقتصادي معاً".
لكن بعيداً عن البُعد النظري، تبرز الأرقام المذهلة التي أعلنتها "ماراثون فيوجن": مفاعل واحد قادر على إنتاج 5 أطنان من الذهب سنوياً، بما يعادل أكثر من 540 مليون دولار، إلى جانب توليد 1 غيغاواط من الكهرباء، ما قد يجعل من هذه التكنولوجيا مصدراً مزدوجاً للطاقة والثروة.
غير أن هذا الادعاء، رغم ضخامته، لم يمر دون ردود فعل علمية مشككة. فخبراء في الفيزياء النووية اعتبروا العملية غير عملية على المدى القريب، نظراً للاستهلاك الهائل للطاقة والتكاليف الباهظة للبنية التحتية والتبريد والتشغيل، ناهيك عن التساؤلات البيئية والأخلاقية.
ووسط تباين الآراء، يبقى السؤال معلقاً:
هل تقود "ماراثون فيوجن" العالم نحو عصر تُصنع فيه الثروات في قلب المفاعلات، أم أن الذهب لا يزال حكراً على الطبيعة؟
الأسابيع المقبلة قد تحمل الإجابة.