المصدر / شيماء مصطفى
"انقسام داخل الحكومة الإسرائيلية بين التصعيد العسكري والحلول السياسية لإنهاء أزمة غزة
"الكابينت الإسرائيلي" يناقش احتلال غزة.. وترامب يمنح تل أبيب ضوءاً أخضر للعمل بحرية
واشنطن تموّل توسيع مراكز توزيع المساعدات من 4 إلى 16 مركزاً وسط خطط لترحيل الفلسطينيين جنوباً
في خضم تصاعد التوترات العسكرية والإنسانية في قطاع غزة، يعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت"، اليوم الخميس، اجتماعاً حاسماً لمناقشة إمكانية تنفيذ خطة واسعة النطاق لاحتلال كامل القطاع، وسط مؤشرات على انقسام داخلي حاد في الحكومة الإسرائيلية.
ووفقاً لموقع "أكسيوس" الأميركي، يتوقع أن يشكل هذا الاجتماع نقطة تحول كبيرة في مسار الحرب المستمرة، حيث ستُعرض خطة لفرض السيطرة العسكرية الكاملة على غزة، وبالأخص المناطق التي يُعتقد أن الرهائن الإسرائيليين محتجزون فيها.
تهجير مليون فلسطيني.. واحتلال مدينة غزة
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن المجلس قد يتخذ قراراً خلال الساعات القادمة بتنفيذ اجتياح شامل لمدينة غزة، مصحوباً بخطة تهجير قسري لنحو مليون فلسطيني نحو الجنوب. هذه الخطوة، إن تمّت، من شأنها أن تُحدث تغييراً جذرياً في الخارطة الديموغرافية والإنسانية للقطاع المحاصر.
ترامب يلوّح بحرية حركة لتل أبيب
في موازاة ذلك، كشفت مصادر أميركية للقناة ذاتها أن الرئيس الأميركي السابق والمرشح المحتمل للانتخابات المقبلة، دونالد ترامب، لا يعتزم التدخل في قرارات تل أبيب، بل منحها "ضوءاً أخضر" للتحرك بحرية في القطاع، مما يُضفي غطاءً سياسياً أميركياً ضمنياً لأي عملية عسكرية محتملة.
وفي خطوة داعمة، أعلن السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، أن واشنطن ستساهم بتمويل توسيع مراكز توزيع المساعدات الإنسانية داخل غزة، لتصل من 4 إلى 16 مركزاً. لكن مراقبين رأوا في هذه الخطوة مؤشراً على نية واشنطن تسهيل عمليات إخلاء الفلسطينيين من وسط القطاع إلى جنوبه، تمهيداً لتحرك عسكري إسرائيلي موسع.
احتجاجات في تل أبيب.. وصوت الشارع يتصاعد
داخلياً، لا تسير الأمور بسلاسة في إسرائيل، إذ اندلعت مظاهرات في تل أبيب تندد بخطط الكابينت. وطالب المحتجون حكومة نتنياهو بالتخلي عن أجنداتها السياسية، والتركيز على إبرام صفقة لتبادل الأسرى ووقف الحرب التي تواصل استنزاف المدنيين على جانبي النزاع.
مأساة إنسانية تتفاقم في غزة
ميدانياً، تتواصل الغارات الإسرائيلية المكثفة، حيث قُتل ثلاثة فلسطينيين من عائلة واحدة إثر قصف استهدف شقة سكنية. كما طالت الغارات مناطق عدة، منها مخيم الشاطئ ومخيم النصيرات، إضافة إلى استهداف مبنى سكني يأوي نازحين، دون أن تتوفر حصيلة دقيقة عن الضحايا.
في مشهد صادم، أظهرت لقطات مصورة استهداف الجيش الإسرائيلي لمجموعة من المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية في منطقة زيكيم شمال القطاع، ما يعكس حجم المأساة والمعاناة اليومية التي يعيشها سكان غزة.
الهلال الأحمر المصري يتهم إسرائيل
وفي تطور متصل، اتهم الهلال الأحمر المصري إسرائيل بعرقلة وصول المساعدات إلى القطاع، مؤكدًا في تصريحات للعربية.نت أن تلك العرقلة "تفاقم الأزمة الإنسانية"، في وقت تتزايد فيه الحاجة الملحة للإغاثة وسط نزوح واسع النطاق.